responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الشعراء) نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 368

الثالثة: مرحلة الجُناة.

فَثَمَّ من يبني الحضارة، وَمَنْ يرعى الحضارة، ومَنْ يجني على الحضارة ويتسبَّب في هدمها.

أي: إن هناك جيلًا يبذلون الغالي والنفيس لبناء صرح حضارتهم الدينية، أو الوطنية، أو القومية، أو .. أو ..

ثم يلي ذلك جيل يُثمِّن ما بذله أسلافهم من الجهود المُضنية لإيصال الرفاه والسؤدد إليهم، فيهتمون بحفظ وصيانة ما وصل إليهم، فهم رعاة الحضارة والمدنية.

ولكن جيلًا يلي هؤلاء- عادة- يطغى عليه الرفاه، فينغمس فيما وصل إليه من الملذات والهناء. فيمارس دور المُترفين الذين يستهلكون ولا ينتجون، ويأكلون ولا يعملون. فهم في الحقيقة يجنون على ما بناه أجدادهم، وحافظ عليه آباؤهم.

ويبدو لي أن ثمودَ التي أُرسل إليها النبي صالح (ع) كانت من طراز الجيل الثالث الذي يتعرَّض لعذاب السماء عادةً، حيث ينحرف عن المبادئ الأساسية للحضارة الإنسانية السليمة، فيُسرف، ويُغيّر، ويبطش، فيجني على واقعه وعلى التاريخ، كجيل فرعون الذي غرق أفراده في لجج الإسراف، والتكبّر، والغرور.

وقد قال النبي صالح (ع) لثمود: إنّ لحضارتكم عوامل، وها أنتم تكفرون بها، وإنه لولا أن تشكروا الله، وتمارسوا الصالح من الأعمال، فسوف تزول عنكم نعمة الأمن بكافة أشكاله وأنماطه، كنعمة الأمن العسكري، أو النفسي، أو الاقتصادي. فلا تتوقَّعوا أن يبقى لكم الأمن دون أن تُحقِّقوا شروطه وعوامل حفظه.

نام کتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الشعراء) نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 368
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست