responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الشعراء) نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 36

تعالى تتجلَّى رحمته بالمجتمعات البشرية عموماً، حيث تكون على شفى حفرة من النار، وعند نقطة انهدام حضارتها المدنية ووجودها المادي، بسبب تراكم الظلم، والفساد، والطغيان. هنالك يبعث الله تعالى رسله وأوصياءهم ليُنقذوا تلكم المجتمعات، وليُعيدوا الأمور إلى نصابها، لاسيما وأن الناس إذ ذاك قد خاضوا مختلف التجارب، وساروا في شتى المشارب، وجرَّبوا كل الخيارات، ولم يبقَ لديهم إلَّا أن يعودوا إلى وجدانهم، ورشدهم عبر اتِّباعهم الأنبياء وأوصياءَهم، وإصغائهم إلى نداء الوحي، وخوض تجربة جديدة، ولو لمرة واحدة. إلَّا أن تكذيبهم وإعراضهم هو الذي سَيُمهِّد لتعرُّضهم لضربة قاضية.

- فَسَيَأْتيهِمْ أَنْبؤُا ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ‌.

من رحمة الله تعالى بخلقه- وهي امتداد لبعث الذكر الرحماني لهم- أنه لا يُنزل عليهم العذاب مباشرة، وإنما يُمهلهم عز وجل قليلًا، ويمدّ لهم مدًّا، حتى يستوفوا شروط العذاب، ثم يُنزل بالذين أعرضوا وكذَّبوا العذاب، لأن التكذيب بالذكر، والإعراض عنه يعتبر استهزاءً، لافتقار المكذبين المعرضين إلى حجة منطقية .. وهنالك ينعدم أي دور للكلام، ويكون الدور للواقع المرير. وإذ ذاك؛ لعل المكذبين بالذكر يعون معنى نتيجة تكذيبهم، ولات حين مناص، ولن ينفع المكذبين ندمهم، وكل ذلك لأنهم اختاروا الضلالة على الهدى، وفضَّلوا الإلحاد بآيات الله على أن يتوجَّهوا بالشكر إلى ربهم الذي أراد برحمته أن يُنقذهم بذكره وبرسوله من المصير الأسود الذي رسموه لأنفسهم بسبب تراكم الذنوب.

نام کتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الشعراء) نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 36
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست