responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الشعراء) نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 312

وحيث يتحرَّك المرء معتمداً على ربِّه، له أن يقول آنذاك: إنه يسير في طريق الأنبياء عليهم السلام، ولكن لو اعتمد على غير الله، فإنه- وبنسبة عدم اعتماده على ربِّه- يعيش الخلل، والضعف، والوهن.

الثاني: إنّ الأنبياء عليهم السلام قد تمحوروا حول محور أساس في حياتهم، وهو الدعاء إلى الله تعالى، إذ الدعاء مخ العبادة.

ومَنْ أفضل مِن الأنبياء وأوصيائهم عبادة؟. ولأن الدعاء تصديق للإيمان بالله الفعّال لما يشاء.

وبالرغم من أن الأنبياء كانوا على علم مسبق بأن تأييدهم بالله سبحانه وتعالى، فإنهم كانوا يستنزلون الرحمة بالدعاء.

الثالث: إنّ الله سبحانه وتعالى قد قال في عدة مواطن قرآنية بأنه هو الشاهد على نبوة الأنبياء والمرسلين. وهذه الشهادة- في أحد أبعادها- تعني النصر الإلهي لهم في اللحظات الحرجة، وهي لحظات التحدِّي الحاسمة، كما نصر الله عبده ونبيَّه إبراهيم (ع) وجعل النار له برداً وسلاماً، وكذلك حين فلق البحر لموسى (ع) وحين نصر المؤمنين في بدر وفي الخندق.

ثمَّ هو (ع) قد مهَّد للدعاء إلى ربِّه، بأنّ قومه قد ظلموه وكذّبوه، رغم جهاده لبثّ الدعوة فيهم طيلة قرون من الزمن، فهو قد بثّ شكواه إلى ربّه، ربّ العالمين سبحانه وتعالى.

بلى؛ إن الله يعلم بكل شي‌ء، ولا حاجة له إلى دعاء عبده؛ نبيًّا كان أو غير نبي، إلَّا أن دموع هذا الإنسان لا بد أن تسيل، وقلبه لا بد أن ينكسر، لكي تسمو منزلته عند ربِّه.

وهذه الظلامة هي عنوان صاحب الحق، وتقرّبه إلى ربِّه المتعال،

نام کتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الشعراء) نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 312
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست