responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الشعراء) نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 309

والإرهاب. أما المؤمن والعادل، فهو أبعد ما يكون عن هذا الأسلوب القاسي والمُتحجِّر؛ ذلك لأنه يملك قوة المنطق، ولا يتعامل بمنطق القوة، والعنف اللامبرر. لأن في منهاج السماء الحق، الحجة التي تُعينه على إثبات الحق والمطالبة بالعدل.

لقد حكى لنا القرآن المجيد قصة أمم كافرة ظالمة، كانت تُطالب أنبياءها بإنزال العذاب عليها ضمن تحديها لهم، فهي كانت لا تعي من الحياة غير العنف والعذاب. ولكن الأنبياء كانوا يؤكدون لهم- وبسلامة قلب وصفاء نية- أنهم لا يملكون من الأمر شيئاً، وإنْ هم إلَّا مُبلِّغون لرسالة السماء.

وهذا يعني- فيما يعني- أن الداعي إلى الله لا ينبغي أن يتَّخذ من العنف منهجاً، اللهم إلَّا ضمن نطاقات شرعية يرسمها القرآن له ويُحدِّدها النبي (ص) وأئمة أهل البيت عليهم السلام ومَنْ جعلوه نائباً عنهم، وهم الفقهاء الذين عاهدوا الله تعالى على ألَّا يخرجوا عن حكمه، حتى أنك لتجدهم يقضون سِنِّيَّ أعمارهم الشريفة وهم يُحاولون التأكُّد من فتوى في حكم واحد، ناهيك عن إصدار الأحكام فيما يتعلَّق بدماء البشر.

ولنا أن نقول: إن أتباع التنظيمات الباطنية، الذين يرفعون شعارات الجهاد عبثاً، ويمارسون العنف الشديد، إنهم- بأساليبهم البعيدة جملة وتفصيلًا عن روح الإسلام وأحكامه- غرباء عن الله والرسول، وأقرب ما يكونون من أعداء الإسلام، لاتِّفاق الطرفين في كثير من الأساليب والأهداف، ومن ذلك؛ هدفهم في تصوير الدين الإسلامي دين عنف وإرهاب، من جهة، واتِّخاذهم أساليب همجية مُرعبة، لا تمت إلى روح القرآن ومنهج النبي (ص) من جهة أخرى.

نام کتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الشعراء) نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 309
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست