responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الشعراء) نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 250

إنّ بعض البشر يظنون أنهم بمجرَّد إنكارهم الحق، يُصبح الحق باطلًا. بينما الصدق هو أن الحق يبقى حقًّا وإن تكاثر عليه المبطلون. بل إن على من ينكر الحق عقابين؛ عقاباً لإنكار الحق، وعقاباً لعدم العمل به. كمن يُنكر حتمية الآخرة، وحقيقة مثوله يومئذ للحساب العسير، ثم تراه يتصوَّر أن الآخرة لن تقع فعلًا، وأنه سيكون في منجىً من الموقف الإلهي العتيد بمجرد إنكاره لها. في حين أنها واقعة لا محالة، صَدَّق مَنْ صَدَّق، وأنكر من أنكر.

ولذلك؛ فإن الجحيم ستُبرَّز لإرغام أنوف الجاحدين، الذين طالما حاولوا إخفاءَها في طوايا أنفسهم التي استيقنتها، ولكنهم كانوا قد أرادوا في الحياة الدنيا تغطية ضمائرهم أن تُمسّ بكلام حق يصلحهم.

ثم إن الجحيم ستُبرَّز لهم، وتظهر للغاوين العاكفين على الالتصاق بالانخداع، لأن مقاييس الدنيا فيها الكثير مما يتفاوت مع مقاييس الآخرة. فحيث إننا نعيش في هذه الدنيا مغيَّبين عن كثير من الحقائق والأسرار، إلَّا أن الواقع الأخروي سيشهد حالةً من المكاشفة التامة. فإذا كان ابن آدم يرغب في إخفاء مساوئه مثلًا، فإنه سيرى بأم عينيه ويشهد ما هو انعكاس تام لتلكم المساوئ، ألا وهي نار الجحيم المستعرة.

وإذا كان قد أكل مال اليتيم في حياته- مثلًا- فإنه سوف يشعر- شعوراً جديًّا- بالنار التي تدخل بطنه في قعر الجحيم. بل إن جميع خطاياه الدنيوية ستتمثل له في يوم القيامة بكل وضوح، رجلًا قبيح المنظر، نتن الرائحة، شريراً، يسوقه إلى الجحيم، ولن يتركه حتى يدخل معه إلى حضيض النار.

نام کتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الشعراء) نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 250
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست