responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الشعراء) نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 222

لأن الربَّ يُهيمن عليها جميعاً.

إن هيمنة الله على الزمان- بمختلف مراحله- واحدة. ولذلك؛ فهو قادر على إعادة الإنسان بعد الموت، بل إنه قادر على الإتيان ببنانه، رغم انعدام التشابه في البنان (البصمة) لدى عشرات أو مئات المليارات من بني البشر.

وهكذا ينبغي أن تكون علاقة الإنسان بربِّه، علاقة رجاء، لا علاقة يأس وجفاء، وهذا نابع أساساً من ضرورة أن يُحسن العبد ظنَّه بربِّه المتعال، وقد رُوي عن الرسول الأعظم (ص) أنه قال: «لَا يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحْسِنَ ظَنَّهُ بِالله عَزَّ وَجَلَّ، فَإِنَّ حُسْنَ الظَّنِّ بِالله ثَمَنُ الجَنَّةِ» [1].

وحيث إن ابن آدم يجهل لحظة موته، فحريٌّ به أن يكون حسن الظن بالله دائماً، إذ هو مُعرَّض في كل لحظة أن يَحِلَّ الموتُ بساحته.

إن رجاء الله تعالى للمغفرة نوع توحيدٍ راقٍ جدًّا، حيث لا يعتمد الإنسان على أعماله بقدر اعتماده على رحمة الله ومغفرته، بما يعني أنه مُقِرٌّ بتناهيه في الصغر باعتباره مخلوقاً، إزاء سعة رحمة الله وعظيم كبريائه.

لقد كان إبراهيم (ع) يقول لأبيه وقومه هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ‌ [2]، وها هو يُبيّن أن الدعاء جدير بالله عزَّ وجلَّ لأنه سميع الدعاء، وأنه القادر على إجابة سؤال عبده الراجي مغفرته.

ولذلك تراه- في الآيات التاليات- يفتح أمام قومه الذين استولى عليهم الصمت صفحة الدعاء، ليُؤكِّد لهم وللأجيال اللاحقة


[1] وسائل الشيعة، ج 2، ص 449.

[2] سورة الشعراء، آية: 72.

نام کتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الشعراء) نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 222
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست