responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الشعراء) نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 184

ناهيك عن أن القرآن المجيد قد تناول قصة موسى (ع) من البدء وحتى النهاية، حيث دُمِّرت الحضارة الفرعونية بأكملها.

أما قصة إبراهيم (ع) فقد تناولها القرآن الكريم بإيجاز ودون الحديث عن مصير الحضارة البابلية التي واجهت إبراهيم (ع)، رغم بعض الدلائل المؤشرة إلى تعرضها للعذاب السماوي.

ولقد كان أهل بابل أشدَّ كفراً من قوم فرعون، والآية في ذلك أن ملأ نمرود عمدوا إلى محاولة تصفية النبي إبراهيم (ع) جسديًّا وبأقسى صورة، حيث أرادوا حرقه في النار التي اشتركوا جميعاً في جمع حطبها وإيقادها، فيما الملأ من آل فرعون قالوا لفرعون- بعد أن تحدَّاهم موسى (ع)- أَرْجِهْ وَ أَخاهُ وَ ابْعَثْ فِي الْمَدائِنِ حاشِرينَ‌ [1].

وعلى آية حال؛ فإن قصة نبأ إبراهيم (ع) الذي أمر الله نبيَّنا الأعظم محمد (ص) أن يتلوها على الناس، إنما تبدأ بالتحدِّي المباشر، شأنها في ذلك شأن قصص جميع الأنبياء عليهم السلام، الذين أُمروا من جانب الوحي بمواجهة أقوامهم بلا مواربة، متفاوتين عن الدعاة الآخرين ممَّن هم ليسوا في درجة الأنبياء عليهم السلام، حيث تراهم يدعون الناس بالحكمة والموعظة الحسنة من أجل إصلاح ما يُمكن إصلاحه من شؤونهم، آخذين مسلك التدرُّج وعدم الاصطدام.

أما أنبياء الله تعالى، فقد كان ديدنهم صدم مجتمعاتهم بأعظم شي‌ء عندهم، مُتسلِّحين بأعلى درجات الشجاعة، والتوكُّل، والاعتماد على الله عزَّ وجل .. حتى أن أقوام الأنبياء كانوا يرمونهم بتهمة الجنون.

والواقع يؤكِّد أنهم لم يكونوا مجانين، لما يحملون من الأفكار


[1] سورة الشعراء، آية: 36.

نام کتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الشعراء) نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 184
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست