responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الشعراء) نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 166

ولكن ما هو سر هذه المفارقة بين النبي موسى (ع) وشكوك أصحابه؟.

إنه الإيمان العظيم الذي كان يختزله موسى (ع)؛ الإيمان بأن له ربًّا هادياً .. هذا الإيمان المتَّصف بكونه نافعاً- كل النفع- في ساعة العسرة، ولحظة الحسم، فتتبدَّد الظُّنون والرغبة في الحياة الهانئة.

لقد دحض النبي موسى (ع) شكوك أصحابه وما أثاره المنافقون من دعايات، كان الهدف منها تشتيت جمعه عموماً، أو حتى حملهم على الاعتذار إلى فرعون.

وحقًّا إن عبارة إِنَّ مَعي رَبّي‌ تُجسِّد مدرسة في الوعي، والاستقامة، وحسن التوكُّل. حيث لا يخاف من يعرف ربَّه شيئاً.

ولعل معنى‌ مَعي‌ أنه تعالى مُؤيِّده وناصره، وأنه سوف يهديه ويكفيه ويُنجيه بلا ريب.

أما قول موسى (ع) سَيَهْدينِ‌، بإضافة حرف (سين) الدال على بعض التأخير، فلعله هو إشارة إلى عظيم ثقته بالله تعالى، وإنْ تأخَّر عليه النصر. فهو سبحانه وتعالى له الأمر من قبلُ ومن بعدُ.

ثم إن تأكيد موسى (ع) على أن الله سيهديه، مع عدم إشارته الصريحة إلى أن ربَّه سينصره، بمثابة تأكيد أنه جاهز لتوفير شروط النصر في نفسه بما يهديه إليه ربُّه الذي سينصره في نهاية المطاف.

وضمن الهداية الربانية يكون بمستطاع الإنسان أن يُفجِّر كل طاقاته، ويستثمر كل ما وهبه الربُّ المتعال من الإمكانات.

وهذه لعمري نعمة عظيمة، إذ يدعوه الله تعالى إلى مواجهة الصعوبات عبر تفجير كل طاقاته، دون أن يستسلم ويذل إزاء أعدائه.

نام کتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الشعراء) نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 166
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست