السجن المستمر أو المؤقَّت من الفتن التي يتعرَّض لها الرساليون،
وقدوتهم في ذلك الرسل عليهم السلام. وكان النبي يوسف (ع) قد تمنَّى السجن لكي
يبتعد عن ذلك الجوِّ المشحون بالفحشاء.
أما النبي موسى وأخوه هارون عليهما السلام، فقد تعرَّضا للسجن
المؤقت أَرْجِهْ، وكان في ذلك حكمة بالغة، حيث لم يكن
ممكناً وقوع ذلك التحدِّي الكبير- مع كلِّ قوَّة فرعون وسلطانه- من دون الانتظار.
على أن السجين يحظى بعطف الناس حينما يعرفون أنه كان مظلوماً، وهذا
العطف يُضاف إلى رصيد الرسالة وقبولها من قبل أكثر الطبقات، وبالذات تلك المظلومة
منها.
نام کتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الشعراء) نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي جلد : 1 صفحه : 114