ثانيًا: من الناحية الأدبية، حينما يحذف المتعلق، فإن المتلقي للخطاب
يحلق بخياله في كل أفق. وهكذا هنا، حينما لم يذكر السياق جواب
لَوْلا جعلنا نتخيل كل مكروه، وهو كذلك. فإن فضل الله رحمته هو ينبوع كل
خير، ولولاه شقي الجميع.
2- وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ
إنه تواب وأنه حكيم، فما هي الصلة بين هذين الاسمين الكريمين لربنا
الرحمن؟.
أولًا: إنه تواب. فكلما عاد العبد إلى المعصية ثم تاب، تاب الله عليه
.. وفي الدعاء: (يَا وَيْلَتَا كُلَّمَا كَبِرَتْ سِنِّي كَثُرَتْ مَعَاصِيَّ،
فَكَمْ ذَا أَتُوبُ وَكَمْ ذَا أَعُودُ مَا آنَ لِي أَنْ أَسْتَحْيِيَ مِنْ
رَبِّي؟) [3].
وهذه التوبة هي التي جعلت حياة الناس مطمئنة بالرغم من تماديهم في
الغي.
ثانيًا: إن هذه التوبة محاطة بهالة من الحكمة البالغة. فهو سبحانه لا
يؤاخذ أهل الأرض بألوان العذاب، ولكنه أيضًا لم