ثانيًا: عرفانهم بالله ويقينهم بما عند الله من ثواب عظيم وعقاب أليم
يجعلهم في ذروة الخوف وذروة الرجاء، ولذلك فهم يذكرون الله ويقيمون الصلاة ويؤتون
الزكاة ومع ذلك يخافون.
وكما جاء في كلمة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام
. ثالثًا: أين تقع هذه البيوت في أمتنا، وهذا التاريخ وهذه الأحاديث
أمامنا؟ إننا لا نجد بيتًا رفيعًا فيه هؤلاء الرجال مثل بيت النبوة، حيث أهل البيت
عليهم السلام الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرًا.
ففي قول الله تعالى فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ
تُرْفَعَ[3] أسند الثعلبي إلى أنس وبريدة أنها بيوت الأنبياء
عليهم السلام.
(فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ الله هَذَا الْبَيْتُ
مِنْهَا؟- لَبَيْتُ عَلِيٍّ وَفَاطِمَةَ عليهما السلام- قَالَ صلى الله عليه واله:
نَعَمْ، مِنْ أَفَاضِلِهَا) [4]
. إن سيرة النبي صلى الله عليه واله وأهل بيته عليهم السلام، حسب
إجماع المسلمين وتواتر أخبارهم تجعلنا نعرف يقينًا أن ذلك البيت هو المثل الأعلى
لهذه الآية، وبه يقاس أي بيت يتبع نهجه ويتمثل بعض أخلاقهم. والله المستعان.