responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الفرقان) نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 40

الجواب: هو أن الهداية من الله سبحانه وتعالى في أولها، وهي أيضًا في استمرارها من الله تبارك اسمه. وهذا يعني أن الإنسان الذي هُدي إلى الصراط المستقيم ينبغي ألَّا يغتر بنفسه؛ إذ الهداية في حقيقتها فيض مستمر وعطاء دائم، ويمكن أن ينقطع ذلك الفيض في أي وقت من الأوقات. ولهذا قال الله سبحانه رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ‌ [1]. وورد في الدعاء المأثور عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام: (

رَبِّ لَا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ أَبَدًا) [2].

وكلمة (رَبِّ) الواردة هنا تعتبر ذات دلالة لطيفة جدًّا، لأن الربّ هو الذي يربّي، وهو يواصل نعمه على المخلوق لحظة بلحظة، وهو الذي خلقه من نطفة، ثم جعل النطفة علقة، ثم مضغة، ثم كساه لحمًا، ثم خلقه أطوارًا؛ يرعاه من طور إلى طور. فهو معه في كلّ الحالات إلى أن اكتمل وأصبح رجلًا سويًّا، وهو الذي منحه الهدى والنور باستمرار، مما يفرض على الإنسان أن يكون دائم التوجّه إلى ربّه، لئلَّا ينقطع عنه الهدى، أو تحول الأسباب دون فلاحه.

وقد سبق أنّ التطلع إلى السعادة من فطرة الإنسان، فكلّ إنسان يبحث عنها ولكن لا يعرف كيف يحصل عليها، وقد جاء القرآن الحكيم لبيان ما يحقّق له هذه الأمنية الشائقة التي تداعب الوجدان.

إرادة الإنسان وهداية اللَّه‌

العلاقة وطيدة بين إرادة الإنسان وحرّيته في الاختيار، وبين‌


[1] سورة آل عمران، آية: 8.

[2] الأصول من الكافي، ج 2، ص 581.

نام کتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الفرقان) نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 40
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست