من أبعاد جهل الإنسان بربه أنه لا يعلم أن الله الخالق هو المالك
حقًّا لما في السماوات والأرض فعليه ألَّا يتصرف في شيء إلا من بعد إذنه.
أولًا: لأنه قبيح عقلًا التصرف في أموال
الآخرين.
ثانيًا: لأنه قد يمنعهم قسرًا من التصرف فيما
يُهيمن عليه؛ لأن مالكيته ليست ظاهرية، وإنما هي جوهرية فلا أحد يستطيع أن يتصرف
في ملكوته إلَّا من بعد إذنه، قال الله سبحانه لِلَّهِ
مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ.
وهكذا فهو الغني عن خلقه لا يريد منهم رزقًا ولا يريد طعامًا، ولا
يتقوى بهم على أحد سبحانه. وغناه ليس كغنى البشر الذين يمنعون غيرهم مما يملكون،
بل غناه مقرون بالحمد حيث إنه يرزق عباده بغيرحساب، قال ربنا سبحانه
إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ.
نام کتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الفرقان) نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي جلد : 1 صفحه : 220