ثم مثلّ
اللّه(تبارك وتعالى)حال هؤلاء حال من يبتلي بالمطر الشديد في الليلة
الظلماء مع اقترانه بالرعد والبرق الميفين، حيث يجعل اصابعه في اذنيه كي لا
يسمع تلك الأصواب، وبذلك يظن النجاة من الموت، إلا أنه لا يجدي شيئا، فإنه
ليس إلا كالذي يغمض عينيه ظنا منه أنه إذا لم ير الناس فهم لا يرونه أيضا.
فالمنافق في اضطرابه نظير هذا، فإنه يظهر الإيمان مع بغضه له، ويستفيد منه
بقدر ما تقتضيه مصلحته. واللّه قادر على أن يفضحه ويجعل أمره على الملأ،
إنه على كل شيء قدير.