و منهم من قال: إنها للتنبيه وإيقاظ المخاطب إلى ما يلق بعدها، اختاره المراغي.
و منهم من قال: ان المراد بها مدة بقاء هذه الأمة أو بعض الطوائف من الامم.
ذهب إليه جملة من المفسرين، وتدل عليه رواية محمد بن قيس قال: سمعت أبا
جعفر عليه السّلام يحدث: «إن حييا وأبا ياسر ابني أخطب ونفرا من يهود أهل
نجران أتوا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقالوا له: أليس فيما تذكر فيما
أنزل اللّه عليك { الم } ؟قال:
بلى. قالوا: أتاك بها جبرئيل من عند اللّه تعالى؟قال: نعم. قالوا: لقد
بعثت أنبياء قبلك وما نعلم نبيا منهم أخبرنا مدة ملكه وما أجل أمته
غيرك؟قال: فأقبل حيي بن أخطب على أصحابه فقال لهم: الالف واحد واللام
ثلاثون والميم أربعون، فهذه احدى وسبعون سنة، فعجب ممن يدخل في دين مدة
ملكه وأجل أمته احدى وسبعون سنة!قال: ثم أقبل على رسول اللّه صلى اللّه
عليه وسلم فقال له: يا محمد هل مع هذا غيره؟ قال: نعم. قال: هاته. قال: { المص } ،
قال: هذه أثقل وأطول، الألف واحد واللام ثلاثون والميم أربعون والصاد
تسعون، فهذه ماء واحدى وستون سنة. ثم قال لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم:
فهل مع هذا غيره؟قال: نعم. قال: هاته. قال صلى اللّه عليه وسلم: { الر } ،
قال: هذه أثقل وأطول، الألف واحد واللام ثلاثون والراء مائتان. ثم قال
لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: فهل مع هذا غيره؟قال: نعم. قال: هاته.
قال: { المر } ، قال: هذه
أثقل وأطول، الالف واحد واللام ثلاثون والميم أربعون والراء مائتان. ثم قال
له: هل مع هذا غيره؟قال: نعم. قالوا: قد التبس علينا أمر فما ندري ما
أعطينا!ثم قاموا عنه. ثم قال أبو ياسر لحيي أخيه: ما يدريك، لعل محمدا قد
جمع له هذا كله وأكثر منه»[1].
و رواية أبي جمعة رحمة بن صدقة قال: أتى رجل من بني أمية-و كان زنديقا-جعفر
بن محمد عليهما السّلام فقال: قول اللّه عز وجل في كتابه: { المص } أي