علي بن
محمد بن الجهم في حديث طويل سمعه عن الرضا علي بن موسى عليهم السّلام انه
قال: «فقالوا لن نؤمن لك بان الذي سمعناه كلام اللّه { حتّى نرى اللّه جهرة } فلما
قالوا هذا القول العظيم، واستكبروا وعتوا، بعث اللّه عليهم صاعقة فاخذتهم
بظلمهم فماتوا، فقال موسى: يا رب ما أقول لبني اسرائيل إذا رجعت إليهم
وقالوا إنك ذهبت بهم فقتلتهم لأنك لم كتم صادقا فيما ادعيت من مناجاة اللّه
عزّ وجلّ إياك، فاحياهم اللّه وبعثهم بعد»[1].
أقول: وبمضمون هذا الحديث أحاديث أخر فراجع تعرف. { و ظلّلنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المنّ والسّلوى } في
تفسير القمي: «إن بني اسرائيل لما عبر بهم موسى البحر نزلوا في مفازة
فقالوا: يا موسى اهلكتنا واخرجتنا من العمرن إلى مفازة لا ظل ولا شجر ولا
ماء، وكانت تجيء بالنهار غمامة تظلهم من الشمس وينزل عليهم بالليل المن
فيقع على النبات والشجر والحجر فيأكلونه، وبالعشي يأتيهم طائر مشوي فيقع
على موائدهم»[2]. { كلوا من طيّبات ما رزقناكم } تفضلا منّا عليكم { و ما ظلمونا } بكفرهم وعصيانهم { فانّ اللّه لغني عن العالمين } { و لكن كانوا أنفسهم يظلمون } حيث لا خاسر في القضية إلا هم.
و روى محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الماضي عليه السّلام في قوله تعالى: { و ما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون } قال:
«إن اللّه أعز وأمنع من أن يظلم أو ينسب بنفسه إلى الظلم، ولكنه خلطنا
بنفسه فجعل ظلمنا ظلمه وولايتنا ولايته، ثم انزل اللّه بذلك قرآنا على نبيه
صلى اللّه عليه وسلم فقال: { و ما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون } »قلت: هذا تنزيل؟قال: «نعم»[3].