responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قبس في تفسير القرآن نویسنده : الخوئي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 156
و لعل في التعبير بـ«ذلكم»بدلا من«هذا»و وصفه بالعظيم إشارة إلى ما ذكرناه، فتأمل ولا تعفل.
{ و إذ فرقنا بكم البحر } و فصلنا بين الماء وفلقناه بكم، والباء بمعنى اللام { فأنجيناكم وأغرقنا آل فرعون وأنتم تنظرون } ، وهي نعمة أخرى منّ بها اللّه على بني إسرائيل، فإن هلاك العدو والانتقام منه نعمة، وكون المظلوم ينظر إلى كيفية معاقبة الظالم والانتقام منه نعمة اخرى لها اثرها البالغ في تسكين لوعة المظلوم وشفاء غليله.
و قيل: إنه الزام لبني اسرائيل بنعمه تبارك وتعالى، فإن من ينظر إلى النعمة والمعجزة بأم عينه ليس كمن يسمع بها.
و الأول أقرب، حيث ان الخطاب في هذه الآيات الكريمة إنما هو لبني اسرائيل المعاصرين للنبي صلى اللّه عليه وسلم، وهم لم يروا تلكم النعم وانما شاهدها آباؤهم فأضيفت إليهم من باب أن النعمة على الآباء وانقاذهم من أعدائهم فخر وعز لهم ولأولادهم، إذ الابناء كثيا ما يفتخرون بما منح آباؤهم من المواهب والمزايا.
و من هنا فحيث إن النظر على الرأي الأول نعمة في حق الاباء، صح اسنادها إلى الابناء، وهذا بخلاف الرأى الثاني حيث لا يكون النظر نعمة على الآباء كي تضاف إلى الأبناء.
{ و إذ واعدنا موسى أربعين ليلة } فقد اختاه اللّه تبارك وتعالى واصطفاه لميقاته مقدمة لإنزال التوراة عليه، فهذه الفترة أشبه الأشياء بالدورة التأهيلية والفترة التدريبية، لتحضير النفس بالانقطاع إلى اللّه وعبادته عبادة خاصة، مقدمة لتحمل اعباء المسؤولية الكبرى ألا وهي الرسالة الإلهية، والقيام بدور المعلم والمرشد الكبير للبشرية، وكيف كان فهذه المواعدة قد تمت في مرحلتين، الاولى ثلاثين ليلة والثانية عشر ليال‌ { و إذ واعدنا موسى ثلاثين ليلة ثمّ أتممناها بعشر فتمّ ميقات ربّه أربعين ليلة } [1].

[1]الأعراف، الآية: 142

نام کتاب : قبس في تفسير القرآن نویسنده : الخوئي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 156
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست