معرضا للإظهار فالكتمان عدم الملكة لا العدم المطلق بل لا يبعد ان يستفاد
من هذه الكلمة عدم الاظهار عن داع نفساني فالنتيجة ان مجرد عدم الاعلام لا
يكون مصداقا للكتمان.
الثالث قوله تعالى: { رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَ مُنْذِرِينَ لِئَلاََّ يَكُونَ لِلنََّاسِ عَلَى اَللََّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ اَلرُّسُلِ[1]. }
بتقريب ان المستفاد من الاية وجوب اتمام الحجة بحيث لا تبقى للناس حجة
فاللازم علينا اتمام الحجة على الناس باعلامهم وتعليمهم الاحكام.
و فيه: ان المستفاد من الاية ان اللّه تعالى أتم الحجة وقد تمت وتحققت في
الخارج فلا يكون للناس حجة على اللّه بل له تعالى الحجة البالغة ولا يستفاد
من الاية الشريفة وجوب اتمام الحجة علينا بالاعلام.
و ان شئت قلت: ان المستفاد من الاية ان اتمام الحجة قد تحقق وتم بفعله
تعالى بارسال الرسل وانزال الكتب وبعد تماميتها لا موضوع للإتمام.
الرابع قوله تعالى: { قُلْ فَلِلََّهِ اَلْحُجَّةُ اَلْبََالِغَةُ فَلَوْ شََاءَ لَهَدََاكُمْ أَجْمَعِينَ[2]. }
و التقريب هو التقريب والجواب هو الجواب.
و ملخص الكلام: ان المستفاد من الاية ان اللّه تبارك وتعالى تمم الحجة
بايصال التكاليف الى المكلفين بحيث لا تكون لهم حجة عليه بل له الحجة
البالغة وليس ارادته متعلقة بالالجاء والاجبار وعلى كل لا يرتبط بالمقام
كما هو ظاهر.