نام کتاب : اعلام النبلاء بتاریخ حلب الشهباء نویسنده : الطباخ، محمد راغب جلد : 1 صفحه : 426
إلی حمص فخیم علیها و جرد من حلب رجالا لحصارها و جمع علیها جموعا کثیرة و هجم المدینة و کسر أهلها و نال منهم منالا عظیما. و
نقض الفرنج الهدنة التی کانت بینهم و بین زنکی علی حلب و أظهروا العناد و
قبضوا علی التجار بأنطاکیة و السفار من أهل حلب فی جمادی الأولی من السنة
بعد إحسانه إلیهم و اصطناعه لمقدمیهم حین أظفره اللّه بهم، و انضافوا إلی
ملک الروم کالیانی، و ظهر ملک الروم بغتة من طریق مدینة البلاط یوم الخمیس
الکبیر من صومهم، و نزل فی الحادی و العشرین من رجب علی حصن بزاعة، و
انتشرت الخیل بغتة فلطف اللّه بالمسلمین، فرأوا رجلا من [کافر ترک] و معه
جماعة منهم قد تاهوا عن عسکر الروم و أظهروا أنهم مستأمنة، و أنذروا من
بحلب بالروم فتحذر الناس و تحفظوا و کاتبوا أتابک زنکی بذلک، فوصله الخبر و
هو علی حمص فسیر فی الحال الأمیر سیف الدین سوار و الرجّالة الحلبیین و
خمسمائة فارس فی أربعة من الأمراء الاصفهسلاریة منهم زین الدین علی کوجک،
فقویت قلوب أهل حلب بهم و وصلوا فی سابع و عشرین من رجب. و أما الروم
فإنهم حصروا حصن بزاعة و قاتلوه سبعة أیام فضعفت قلوب المسلمین، و کان
الحصن فی ید امرأة فسلموه إلی الروم بالأمان بعد أن توثقوا منهم بالعهود و
الأیمان، فغدروا بهم و أسروا من بزاعة ستة آلاف مسلم أو یزیدون. و أقام
الملک بالوادی یدخن علی مغایر الباب عشرة أیام فهلکوا بالدخان، ثم رحل فنزل
یوم الأربعاء الخامس من شعبان بأرض الناعورة، ثم رحل یوم الخمیس سادس
شعبان و معه ریمند صاحب أنطاکیة و ابن جوسلین، فنزل علی حلب و نصب خیمته من
قبلیها علی نهر قویق و أرض السعدی و قاتل حلب یوم الثلاثاء من ناحیة برج
الغنم، و خرج إلیهم أحداث حلب فقاتلوهم و ظهروا علیهم و قتل من الروم مقدم
کبیر، و رجعوا إلی خیمهم خائبین. و رحل یوم الأربعاء ثامن شعبان مقتبلا إلی
السعدی فخاف من بقلعة الأثارب من جند المسلمین فهربوا منها یوم الخمیس
تاسع شعبان و طرحوا النار فی خزائنهم، و عرف الروم ذلک فخفت منهم سریة و
جماعة من الفرنج و معهم سبی بزاعة و الوادی فملکوا القلعة و ألجؤوا السبی
إلی خنادقها و أحواشها، فهرب جماعة منهم إلی حلب و أعلموا الأمیر سیف الدین
سوار بن إیتکین بذلک و أن الروم انعزلوا عنها، و نهض إلیهم سوار فی شرذمة
من العسکر
نام کتاب : اعلام النبلاء بتاریخ حلب الشهباء نویسنده : الطباخ، محمد راغب جلد : 1 صفحه : 426