نام کتاب : اعلام النبلاء بتاریخ حلب الشهباء نویسنده : الطباخ، محمد راغب جلد : 1 صفحه : 408
أمراق
الفراریج المدقوقة، فأعلم بمجیئنا فأذن لنا، فدخلنا علیه و وجدناه مریضا
مدنفا، فشکونا إلیه و طلبنا منه أن یغیث المسلمین و ذکرنا له ما حل بهم من
الحصار و الضیق و قلة الأقوات و ما آل إلیه أمرهم فقال: کیف بالوصول إلی
ذلک و أنا علی ما ترون؟ فقلنا له: یجعل المولی فی نیته و عزمه إن خلصه
اللّه من هذا المرض أن ینصر المسلمین، فقال: إی و اللّه، ثم رفع رأسه إلی
السماء و قال: اللهم إنی أشهدک علی أننی إن عوفیت من مرضی لأنصرنهم، قال:
فما استتم ثلاثة أیام حتی فارقته الحمی و اغتدی و نادی فی عسکره للغزاة و
برز خیمته و خرجت عساکره و عملوا أشغالهم، و توجه بهم حتی أتی حلب، فلما
قاربها و أشرفت عساکره من الرتب رحل الفرنج و نزلوا علی جبل جوشن و تأخروا
عن المدینة، و ساق إلی أن قارب المدینة و خرج أهلها إلی لقائه، فقصد نحو
الفرنج و أهل البلد مع عسکره، فانهزم الفرنج بین یدیه و هو یسیر وراءهم علی
مهل حتی أبعدوا عن البلد، فأرسل الشالیشیة و أمرهم برد العسکر. قال: فجعل
القاضی أبو الفضل بن الخشاب یقول له: یا مولانا لو ساق المولی خلفهم
أخذناهم بأسرهم فإنهم منهزمون، قال: فقال له: یا قاضی کن عاقلا، أ تعلم أن
فی بلدکم ما یقوم بکم و بعسکری لو قدر و العیاذ باللّه علینا کسرة من
العدو، فقال: لا، فقال: فما یؤمننا أن یکسرونا و ندخل البلد و یقووا علینا
فلا ننفع أنفسنا و اللّه تعالی قد دفع شرهم، فنرجع إلی البلد و نقویه و
نرتب أحواله و بعد ذلک نستعد لهم و یکون ما یقدره اللّه تعالی و نرجو إن
شاء اللّه تعالی أننا نلقاهم و نکسرهم. قال: و رجع و دخل البلد و رتب
الأحوال و جلب إلیه الغلال و أمن الناس و استقروا، قال: و کان ذلک فی آذار
فجعل الناس یأخذون الحنطة و الشعیر و یبلونها بالماء و یزرعونها فاستغل
الناس فی تلک السنة مغلا صالحا. هذا معنی ما حدثنی به والدی و عمی. و
نقلت من خط عبد المنعم بن الحسن بن اللعیبة الحلبی: دخلت سنة تسع عشرة و
خمسمائة و وصلت العساکر من الشرق و مقدمها آقسنقر البرسقی و کان الإفرنج
نزلوا علی حلب فی شهر رمضان سنة ثمان عشرة و خمسمائة و حاصروها و ضیقوا علی
أهلها، و مضی القاضی ابن العدیم و الأشراف و قوم من مقدمی أهلها مستصرخین
لأنه ما کان بقی من أخذها شیء، فوصل البرسقی معهم فی محرم سنة تسع عشرة و
خمسمائة و نزل بالس، و کانت رسله مذ وصل الرحبة متواترة إلی حمص و دمشق
یستدعی مالکیهما، و سار الأمیر
نام کتاب : اعلام النبلاء بتاریخ حلب الشهباء نویسنده : الطباخ، محمد راغب جلد : 1 صفحه : 408