نام کتاب : اعلام النبلاء بتاریخ حلب الشهباء نویسنده : الطباخ، محمد راغب جلد : 1 صفحه : 343
ذکر مسیر المسلمون إلی الفرنج و ما کان منهم
قال ابن الأثیر: لما سمع قوام الدولة کربوقا صاحب الموصل بحال الفرنج و
ملکهم أنطاکیة جمع العساکر و سار إلی الشام و أقام بمرج دابق و اجتمعت معه
عساکر الشام ترکها و عربها سوی من کان بحلب، فاجتمع معه دقاق بن تتش و
طغتکین أتابک و جناح الدولة صاحب حمص و أرسلان تاش صاحب سنجار و سلیمان بن
أرتق و غیرهم من الأمراء ممن لیس مثلهم، فلما سمعت الفرنج عظمت المصیبة
علیهم و خافوا لما هم فیه من الوهن و قلة الأقوات عندهم، و سار المسلمون
فنازلوهم علی أنطاکیة. و أساء کربوقا السیرة فیمن معه من المسلمین و أغضب
الأمراء و تکبر علیهم ظنا منه أنهم یقیمون معه علی هذه الحال، فأغضبهم ذلک و
أضمروا بأنفسهم الغدر إذا کان قتال و عزموا علی إسلامه عند المصدوقة، و
أقام الفرنج بأنطاکیة بعد أن ملکوها اثنی عشر یوما لیس لهم ما یأکلونه و
تقوت الأقویاء بدوابهم و الضعفاء بالمیتة و ورق الشجر، فلما رأوا ذلک
أرسلوا إلی کربوقا یطلبون منه الأمان لیخرجوا من البلد، فلم یعطهم ما طلبوا
و قال: لا تخرجون إلا بالسیف، و کان معهم من الملوک بردویل و صنجیل و
کندفری و القمص صاحب الرها و بیمند صاحب أنطاکیة و هو المقدم علیهم، و کان
معهم راهب مطاع فیهم و کان داهیة من الرجال فقال لهم: إن المسیح علیه
السلام کان له حربة مدفونة بالقسیان الذی بأنطاکیة و هو بناء عظیم فإن
وجدتموها فإنکم تظفرون و إن لم تجدوها فالهلاک متحقق، و کان قد دفن قبل ذلک
حربة فی مکان فیه و عفی أثرها و أمرهم بالصوم و التوبة ففعلوا ذلک ثلاثة
أیام، فلما کان الیوم الرابع أدخلهم الموضع جمیعهم و معهم عامتهم و الصناع
منهم و حفروا فی جمیع الأماکن فوجدوها کما ذکر فقال لهم: أبشروا بالظفر،
فخرجوا فی الیوم الخامس من الباب متفرقین من خمسة و ستة و نحو ذلک فقال
المسلمون لکربوقا: ینبغی أن نقف علی الباب فنقتل کل من یخرج فإن أمرهم الآن
و هم متفرقون سهل، فقالا: لا تفعلوا أمهلوهم حتی یتکامل خروجهم فنقتلهم، و
لم یمکن من معاجلتهم فقتل قوم من المسلمین جماعة من الخارجین فجاء إلیهم
هو بنفسه و منعهم و نهاهم، فلما تکامل خروج الفرنج و لم یبق بأنطاکیة أحد
منهم ضربوا مصافا عظیما فولی المسلمون منهزمین لما عاملهم به کربوقا أولا
من الاستهانة لهم و الإعراض
نام کتاب : اعلام النبلاء بتاریخ حلب الشهباء نویسنده : الطباخ، محمد راغب جلد : 1 صفحه : 343