responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح توحید صدوق نویسنده : القمي، القاضي سعيد    جلد : 1  صفحه : 554

فظهرت هذه الصّور و الأشكال في الجسم الكلّي أوّلا حين كانت السّماء مرتوقة غير متميزة، فلمّا أراد اللّه فتقها ليتميز أعيانها نظم هذه الطّبائع الأربع فضمّ أوّلا الحرارة الى اليبوسة على محاذاة توجه العقل الى النفس، فوجدت النار البسيطة المعقولة، و ظهر حكمها في الجسم الكلي الّذي هو العرش من وجه في ثلاثة أماكن هي الحمل و الأسد و القوس، ثمّ ضمّ البرودة الى اليبوسة، فوجدت الأرض البسيطة المعقولة و ظهر حكمها في ثلاثة أماكن منه أيضا هي الثور و السنبلة و الجدى، ثم ضمّ الحرارة الى الرّطوبة، فوجد الهواء البسيط المعقول و ظهر حكمه في ثلاثة أماكن أيضا هي الجوزاء و الميزان و الدّلو، ثم ضمّ البرودة الى الرطوبة، فوجد الماء البسيط و ظهر حكمه في السّرطان و العقرب و الحوت؛ فلمّا أحكم صنعها و أدارها ظهر الوجود، و فرق بين الأرض و السّماء، فحدث أوّلا ركنان:

أحدهما في المركز، و الآخر في المحيط، لأنّهما يتعيّنان أوّلا في الدّوائر، فظهر سلطان الحمل و الثور، ثم الرّكنان الآخران بينهما، فظهر سلطان الجوزاء و السّرطان، ثم ظهرت المولّدات من كلّ ركن بحسب ما يقتضيه، فظهرت أمم العالم في سلطنة الأسد؛ فلمّا انتهى الحكم الى السّنبلة، ظهرت النشأة الإنسانية بتقدير العزيز العليم. و جعل اللّه لها من الولاية في العالم العنصري سبعة آلاف سنة، ثم ينتقل الحكم بعد ذلك الى الميزان و هو زمان القيمة، و فيه يضع اللّه تعالى الموازين القسط؛ و لمّا لم يكن الحكم الّذي له لما أودع اللّه فيه من العدل في هذه النشأة الدّنيوية حيث شرع الموازين يعمل بها إلّا القليل من الناس و هم النبيّون و المحفوظون من الأولياء، فلا محالة يكون سلطان الميزان في القيامة فلا تظلم نفس شيئا [1] و إن كان مثقال ذرّة. و لمّا كان له مرتبة السّبعة، كانت له السبعة و السبعون‌


[1] . مستفاد من قوله تعالى: وَ نَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً (الأنبياء: 47).

نام کتاب : شرح توحید صدوق نویسنده : القمي، القاضي سعيد    جلد : 1  صفحه : 554
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست