responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح توحید صدوق نویسنده : القمي، القاضي سعيد    جلد : 1  صفحه : 507

إذ المضارع يدل على الاستمرار التجددي، فالاستمرار انما هو في الوحدانية، و التجدد في نفس العابد الموحّد، فانه حين ينظر في كل شي‌ء يرى فيه أحدية جمعه كما قيل:

ففي كلّ شي‌ء له آية

تدلّ على انّه واحد «1»

معروف بالآيات، موصوف بالعلامات، لا إله الّا هو الكبير المتعال.

هذا بيان لتعريف اللّه بما عرّف به نفسه، و ذلك لما ورد في القدسيات «كنت كنزا مخفيا فأحببت أن أعرف فخلقت الخلق لكي أعرف» [2]. و لمّا كان اللّه سبحانه لا يمكن أن يتعلق به المعرفة من جهة ذاته لأنه لا جهة فيه بجهة من الجهات، و لا من جهة صفاته لأنها كما أخبرنا الصادق هي صفات إقرار لا صفات إحاطة [3] و قد سبق و سيجي‌ء انّها: إما راجعة الى سلوب نقائضها أو الى انّه الواهب إياها لخلقه، كما روي عن أهل البيت عليهم السلام من قولهم: «هل هو عالم قادر الّا أنّه وهب العلم للعلماء و القدرة للقادرين» و بالجملة، فمعرفته سبحانه من جهة أفعاله التي هي آيات وجوده و علمه و قدرته و مرايا صفاته و مظاهر كمالاته و مجالى أسمائه و محالّ ظهور نوره و إشراقه لا غير.

و معنى كونه تعالى موصوفا بالعلامات: إمّا أنّه موصوف بأنّ له علامات دالّة على ألوهيّته، أو موصوف بصفات هي علامات كون الموصوف بها معبودا حقّا، أو موصوف عندنا بصفات هي علامات لصفات حقيقية لا نعرف كنهها، أو موصوف بصفات هي مما يستدلّ عليها بالموجودات التي هي الآثار و العلامات و المظاهر و المقامات لتلك الصفات لأن الموجودات هي مظاهر صفاته العليا


[1] . مر في ص 15.

[2] . مر في ص 40.

[3] . توحيد المفضّل ص 132.

نام کتاب : شرح توحید صدوق نویسنده : القمي، القاضي سعيد    جلد : 1  صفحه : 507
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست