صيغة الامر، اى هيئته، كصيغة « افعل » و نحوها تستعمل فى موارد كثيرة:
منها: البعث كقوله تعالى: فاقيموا الصّلوة و
اوفوا بالعقود.
و منها: التّهديد كقوله تعالى: اعملوا ما شئتم.
و منها: التّعجيز كقوله تعالى: فأتوا بسورة من
مثله.
و غير ذلك من التّسخير و الانذار و التّرجّى و التّمنّى و نحوها.
و لكن الظّاهر انّ الهيئة فى جميع هذه المعانى استعملت فى معنى واحد،
لكن ليس هو واحدا من هذه المعانى لانّ الهيئة مثل « افعل » شأنها شأن الهيئات الاخرى وضعت لافادة نسبة خاصّة كالحروف و لم
توضع لافادة معان مستقلّة، فلا يصحّ ان يراد منها مفاهيم هذه المعانى المذكورة
التّى هى معان اسميّة.
و عليه، فالحقّ انّها موضوعة للنّسبة الخاصّة القائمة بين المتكلّم و
المخاطب و المادّة.
و المقصود من المادّة الحدث الّذىّ وقع عليه مفاد الهيئة مثل « الضّرب » و « القيام » و « القعود » فى « اضرب » و « قم » و « اقعد » و نحو ذلك و حينئذ ينتزع منها عنوان « طالب » و « مطلوب منه» و « مطلوب » .