responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 96

على ما لا يرتكب، واما أن تكون منه ومن العبد وليست كذلك فلا ينبغي للشريك القوي ان يظلم الشريك الضعيف واما أن تكون من العبد وهي منه فان عفا فبكرمه وجوده وإن عاقب فبذنب العبد وجريرته. ولما حج الرشيد وجاء لزيارة قبر رسول الله ص تقدم إلى القبر الشريف وقال السلام عليك يا ابن عم مدلا بذلك فدنا موسى بن جعفر وقال السلام عليك يا أبة فتغير وجه الرشيد وقال هذا الفخر يا أبا الحسن حقا، رواه الخطيب في تاريخ بغداد. وقال له الرشيد لم جوزتم ان ينسبكم الناس إلى رسول الله وأنتم بنو علي فقال يا أمير المؤمنين لو إن النبي نشر فخطب إليك كريمتك هل كنت تجيبه فقال سبحان الله ولم لا أجيبه بل أفتخر على العرب والعجم وقريش بذلك فقلت لكنه لا يخطب إلى ولا أزوجه قال ولم قلت لأنه ولدني ولم يلدك قال أحسنت. ولما رأى الرشيد علمه وفضله وتعظيم الناس له خافه على ملكه فحبسه ببغداد أربع سنين أو سبع سنين ثم قتله بالسم وكتب إلى الرشيد من الحبس إنه لن ينقضي عنك معه يوم من الرخاء حتى نفضي جميعا إلى يوم ليس له انقضاء. توفي سنة 183 وعمره 55.
وجاء بعده ولده الإمام علي بن موسى الرضا ع عاصر ثلاثة من ملوك بني العباس الرشيد والأمين والمأمون وكانت أيامه فيها شئ من الحرية لما كان من ميل المأمون إليه ومعرفته بفضله وكان أعلم أهل زمانه وأفقههم وأجلهم وروى عنه العلماء من أنواع العلوم الشئ الكثير وأودعوه في مؤلفاتهم قال إبراهيم بن العباس الصولي ما رأيت الرضا سئل عن شئ إلا علمه ولا رأيت أعلم منه بما كان في الزمان إلى عصره وكان المأمون يمتحنه بالسؤال عن كل شئ فيجيب عنه وكان جوابه كله وتمثله انتزاعات من القرآن المجيد وقال أيضا ما رأيت ولا سمعت بأحد أفضل من أبي الحسن الرضا فمن زعم إنه رأى مثله في فضله فلا تصدقوه وقال ابن ماجة كان سيد بني هاشم وكان المأمون يعظمه ويجله وعهد له بالخلافة وأخذ له العهد وقال الحاكم في تاريخ نيسابور كان يفتي في مسجد رسول الله ص وهو ابن نيف وعشرين سنة وقال رجاء بن أبي الضحاك الذي بعثه المأمون لأشخاص الرضا كان لا ينزل بلدا إلا قصده الناس يستفتونه في معالم دينهم فيجيبهم ويحدثهم الكثير عن أبيه عن آبائه عن علي ع عن رسول الله ص فلما وردت به على المأمون سألني عن حاله في طريقه فأخبرته فقال هذا خير أهل الأرض وأعلمهم. وفي إعلام الورى عن أبي الصلت الهروي: ما رأيت أعلم من علي بن موسى الرضا ولا رآه عالم إلا شهد له بمثل شهادتي ولقد جمع المأمون في مجلس له عددا من علماء الأديان وفقهاء الشريعة والمتكلمين فغلبهم عن آخرهم حتى ما بقي منهم أحد إلا أقر له بالفضل وأقر على نفسه بالقصور ولقد سمعته يقول كنت أجلس في الروضة والعلماء بالمدينة متوافرون فإذا أعيا الواحد منهم عن مسالة أشاروا إلي بأجمعهم وبعثوا إلي المسائل فأجبت عنها. وفي مناقب ابن شهرآشوب عن كتاب الجلاء والشفاء عن محمد بن عيسى اليقطيني جمعت من مسائل أبي الحسن الرضا مما سئل عنه وأجاب فيه ثمانية عشر ألف مسالة أو خمسة عشر ألف مسالة وفي المناقب عن عيون أخبار الرضا إن المأمون جمع علماء سائر الملل مثل الجاثليق ورأس الجالوت ورؤساء الصابئين منهم عمران الصابي والهربذ الأكبر وأصحاب زردشت ونطاس الرومي والمتكلمين منهم سليمان المروزي ثم أحضر الرضا فسألوه فقطع الرضا واحدا بعد واحد وكان المأمون أعلم خلفاء بني العباس ومع ذلك انقاد له اضطرارا حتى جعله ولي عهده وزوجه ابنته. في مناقب ابن شهرآشوب روى عنه جماعة من المصنفين منهم أبو بكر الخطيب في تاريخه والثعلبي في تفسيره والسمعاني في رسالته ومن ثقاته أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي ومحمد بن الفضيل الكوفي الأزدي وعبد الله بن جندب البجلي وإسماعيل بن سعد الأحوص الأشعري. وأحمد بن محمد الأشعري ومن أصحابه الحسن بن علي الخزار ويعرف بالوشا ومحمد بن سليمان الديلمي بصري وعلي بن الحكم الأنباري وعبد الله بن مبارك النهاوندي وحماد بن عثمان الناب وسعد بن سعد والحسن بن سعيد الأهوازي ومحمد بن الفضل الرجحي وخلف البصري ومحمد بن سنان وبكر بن محمد الأزدي وإبراهيم بن محمد الهمداني ومحمد بن أحمد بن غيلان وإسحاق بن معاوية الخصيبي. وعن معالم العترة للجنابذي روى عنه عبد السلام بن صالح الهروي وعبد الله بن العباس القزويني وطبقتهم وفي تهذيب التهذيب روى عنه ابنه محمد وأبو عثمان المازني النحوي وعلي بن علي الدعبلي وأيوب بن منصور النيسابوري والمأمون بن الرشيد وعلي بن مهدي بن صدقة له عنه نسخة وأبو أحمد داود بن سليمان بن يوسف والقاري القزويني له عنه نسخة وعامر بن سليمان الطائي له عنه نسخة كبيرة وأبو جعفر محمد بن محمد بن حبان التمار وآخرون وقال الحاكم في تاريخ نيسابور روى عنه من أئمة الحديث آدم بن أبي أياس ونصر بن علي الجهضمي ومحمد بن رافع القشيري وغيرهم.
ويكفي في جلالة قدره وعظم شانه بين العلماء أن الحديث المسمى بحديث سلسلة الذهب الذي رواه عن أبيه عن أجداده عن رسول الله ص استملاه منه أهل الدوي والمحابر ما يزيد على عشرين ألفا وفي رواية عد من المحابر أربعة وعشرون ألفا سوى الدوي، والمحبرة هي الدواة الكبيرة وصاحبها لا يكون إلا عالما كبيرا، والدوي جمع دواة وصاحبها أقل درجة من صاحب المحبرة وذلك حينما مر بنيسابور في سفره إلى المأمون وهو في قبة مستورة بالسقلاط على بغلة شهباء وقد شق نيسابور فعرض له الإمامان أبو زرعة الرازي ومحمد بن أسلم الطوسي وهما من أجلاء علماء أهل السنة ورواتهم ومعهما خلائق لا يحصون من طلبة العلم وأهل الحديث فقالا أيها السيد الجليل ابن السادة الأئمة بحق آبائك الأطهرين إلا ما أريتنا وجهك الميمون المبارك ورويت لنا حديثا عن آبائك عن جدك محمد ص نذكرك به فاستوقف البغلة وأمر غلمانه بكشف المظلة عن القبة والناس كلهم قيام على طبقاتهم ينظرون إليه وهم ما بين صارخ وباك ومتمرع في التراب ومقبل لحافر بغلته وعلا الضجيج فصاحت الأئمة والعلماء والفقهاء أيها الناس اسمعوا وعوا وانصتوا لسماع ما ينفعكم ولا تؤذونا بكثرة صراخكم وبكائكم وكان المستملي أبو زرعة ومحمد بن أسلم وكان من جملة الحاضرين محمد بن رافع وأحمد بن الحار ث ويحيى وإسحاق بن راهويه وهم أيضا من أجلة علماء أهل السنة ورواتهم وقد ذكرنا هذا الحديث وما يتعلق به ومن أورده مفصلا في سيرة الرضا ع من هذا الكتاب.
وسئل عن رجل أعتق كل مملوك قديم فقال يعتق من مضى له في ملكه ستة أشهر لقوله تعالى والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم وبين العرجون القديم والحديث ستة أشهر.
وسأله الفضل بن سهل في مجلس المأمون: الناس مجبرون فقال: الله أعدل من أن يجبر ثم يعذب قال فمطلقون؟ قال الله أحكم من أن يهمل عبده ويكله إلى نفسه.

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 96
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست