responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 642

الهدى والفرقان فأبان فضيلته على سائر الشهور بما جعل له من الحرمات الموفورة والفضائل المشهورة فحرم فيه ما أحل في غيره اعظاما وحجر فيه المطاعم والمشارب اكراما. ثم فضح ليلة واحدة من لياليه على ليالي ألف شهر وسماها ليلة القدر. اللهم صل على محمد وآله وألهمنا معرفة فضله واجلال حرمته والتحفظ مما حظرت فيه وأعنا على صيامه بكف الجوارح عن معاصيك واستعمالها فيه بما يرضيك حتى لا نصغي باسماعنا إلى لغو ولا نسرع بابصارنا إلى لهو وحتى لا نبسط أيدينا إلى محظور ولا نخطو باقدامنا إلى محجور وحتى لا تعي بطوننا الا ما أحللت ولا تنطق ألسنتنا الا بما مثلت ولا نتكلف إلا ما يدني من ثوابك ولا نتعاطى إلا الذي يقي من عقابك ثم خلص ذلك كله من رثاء المرائين وسمعة المسمعين لا نشرك فيه أحدا دونك ولا نبتغي فيه مرادا سواك اللهم صل على محمد وآله وقفنا فيه على مواقيت الصلوات الخمس بحدودها التي حددت وفروضها التي فرضت ووظائفها التي وظفت وأوقاتها التي وقت وأنزلنا فيها منزلة المصيبين لمنازلها الحافظين لأركانها المؤدين لها في أوقاتها على ما سنه محمد عبدك ورسولك صلواتك عليه وآله في ركوعها وسجودها وجميع فواصلها على أتم الطهور وأسبغه وأبين الخشوع وأبلغه ووفقنا فيه لأن نصل أرحامنا بالبر والصلة وأن نتعاهد جيراننا بالافضال والعطية وأن نخلص أموالنا من الشبهات والتبعات وأن نطهرها باخراج الزكاة وأن نراجع من هاجرنا وأن ننصف من ظلمنا وان نسالم من عادانا حاشا من عودي فيك ولك فإنه العدو الذي لا نواليه والحزب الذي لا نصافيه وان نتقرب إليك فيه من الأعمال الزاكية بما تطهرنا به من الذنوب وتعصمنا فيه مما نستأنف من العيوب حتى لا يورد عليك أحد من ملائكتك الا دون ما نورد من أبواب الطاعة لك وأنواع القربة إليك.
من دعائه ع في وداع شهر رمضان اللهم يا من لا يرغب في الجزاء ويا من لا يندم على العطاء ويا من لا يكافئ عبده على السواء منتك ابتداء وعفوك تفضل وعقوبتك عدل ان أعطيت لم تشب عطاءك بمن وان منعت لم يكن منعك تعديا تشكر من شكرك وأنت ألهمته شكرك وتكافئ من حمدك وأنت علمته حمدك تستر على من لو شئت فضحته وتجود على من لو شئت منعته وكلاهما أهل منك للفضيحة والمنع غير انك بنيت أفعالك على التفضل وأجريت قدرتك على التجاوز وتلقيت من عصاك بالحلم وأمهلت من قصد لنفسه بالظلم، أنت الذي فتحت لعبادك بابا إلى عفوك وسميته التوبة وجعلت على ذلك الباب دليلا من وحيك لئلا يضلوا عنه فقلت تبارك اسمك توبوا إلى الله توبة نصوحا عسى ربكم ان يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه نورهم يسعي بين أيديهم وبايمانهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا انك على كل شئ قدير فما عذر من أغفل دخول ذلك المنزل بعد فتح الباب وإقامة الدليل عليه وأنت الذي زدت في السوم على نفسك لعبادك فقلت تبارك اسمك و تعاليت من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى الا مثلها و قلت مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء وقلت من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له اضعافا كثيرة وما أنزلت من نظائرهن في القرآن من تضاعيف الحسنات اللهم وأنت جعلت من صفايا تلك الوظائف وخصائص تلك الفروض شهر رمضان الذي اختصصته من سائر الأيام والشهور وتخيرته من جميع الأزمنة والدهور وآثرته على كل أوقات السنة بما أنزلت فيه من القرآن والنور وضاعفت فيه من الايمان وفرضت فيه من الصيام ورغبت فيه من القيام وأجللت فيه من ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر ثم آثرتنا به على سائر الأمم واصطفيتنا بفضله دون أهل الملل فصمنا بامرك نهاره وقمنا بعونك ليله متعرضين بصيامه وقيامه لما عرضتنا له من رحمتك وقد أقام فينا هذا الشهر مقام حمد وصحبنا صحبة مبرور ثم قد فارقنا عند تمام وقته وانقطاع مدته ووفاء عدده فنحن مودعوه وداع من عز فراقه علينا وغمنا وأوحشنا انصرافه عنا ولزمنا له الذمام المحفوظ والحرمة المرعية والحق المقضي فنحن قائلون السلام عليك يا شهر الله الأكبر ويا عيد أوليائه الأعظم السلام عليك يا أكرم مصحوب من الأوقات ويا خير شهر في الأيام والساعات السلام عليك من شهر قربت فيه الآمال ونشرت فيه الأعمال وزكيت فيه الأموال السلام عليك من قرين جل قدره موجودا وأفجع فقده مفقودا ومرجو آلم فراقه السلام عليك من مجاور رقت فيه القلوب وقلت فيه الذنوب السلام عليك من ناصر أعان على الشيطان وصاحب سهل سبل الاحسان السلام عليك ما أكثر عتقاء الله فيك وما أسعد من رعى حرمتك بك السلام عليك ما كان أمحاك الذنوب وأسترك لأنواع العيوب السلام عليك من شهر لا تنافسه الأيام السلام عليك من شهر هو من كل أمر سلام السلام عليك غير كريه المصاحبة ولا ذميم الملابسة السلام عليك كما وفدت علينا بالبركات وغسلت عنا دنس الخطيئات السلام عليك غير مودع برما ولا متروك صيامه ساما السلام عليك من مطلوب قبل وقته ومحزون عليه قبل فوته السلام عليك كم من سوء صرف بك عنا وكم من خير أفيض بك علينا السلام عليك وعلى ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر السلام عليك ما كان أحرصنا بالأمس عليك وأشد شوقنا غدا إليك السلام عليك وعلى فضلك الذي حرمناه وعلى ماض من بركاتك سلبناه اللهم صل على محمد وآله واجبر مصيبتنا بشهرنا وبارك لنا في يوم عيدنا وفطرنا وأجعله من خير يوم مر علينا أجلبه لعفو وأمحاه لذنب واغفر لنا ما خفي من ذنوبنا وما علن اللهم انا نتوب إليك في يوم فطرنا الذي جعلته للمؤمنين عيدا وسرورا ولأهل ملتك مجمعا ومحتشدا من كل ذنب أذنبناه أو سوء أسلفناه أو خاطر شر أضمرناه توبة من لا ينطوي على رجوع إلى ذنب ولا يعود بعدها في خطيئة توبة خصوصا خلصت من الشك والارتياب فتقبلها منا وارض عنا وثبتنا عليها.
من دعائه ع في مكارم الأخلاق اللهم صل على محمد وآل محمد واكفني ما يشغلني الاهتمام به واستعملني بما تسألني غدا عنه واستفرع أيامي فيما خلقتني له وأغنني وأوسع علي في رزقك ولا تفتني بالبطر وأعزني ولا تبتلني بالكبر وعبدني لك ولا تفسد عبادتي بالعجب واجر للناس على يدي الخير ولا تمحقه بالمن وهب لي معالي الأخلاق واعصمني من الفخر اللهم صل على محمد وآله ولا ترفعني في الناس درجة الا حططتني عند نفسي مثلها ولا تحدث لي عزا ظاهرا الا أحدثت له ذلة باطنة عند نفسي بقدرها اللهم لا تدع خصلة تعاب مني الا أصلحتها ولا عائبة أؤنب بها الا أحسنتها ولا أكرومة في ناقصة الا أتممتها اللهم صل على محمد وآل محمد واجعل لي يدا على من ظلمني ولسانا على من خاصمني وظفرا بمن عاندني وهب لي مكرا على من كايدني وقدرة على من اضطهدني وسلامة ممن توعدني ووفقني لطاعة من سددني ومتابعة من

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 642
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست