responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 528

دخلت على علي ع حين ضرب الضربة بالكوفة فقلت ليس عليك باس انما هو خدش قال لعمري اني لمفارقكم ثم أغمي عليه فبكت أم كلثوم فلما أفاق قال لا تؤذيني يا أم كلثوم فإنك لو ترين ما ارى ان الملائكة من السماوات السبع بعضهم خلف بعض والنبيين يقولون انطلق يا علي فما امامك خير لك مما أنت فيه. وروى ابن الأثير في أسد الغابة بسنده عن عمرو ذي مر قال لما أصيب علي بالضربة دخلت عليه وقد عصب رأسه فقلت يا أمير المؤمنين أرني ضربتك فحلها فقلت خدش وليس بشئ قال إني مفارقكم فبكت أم كلثوم من وراء الحجاب فقال لها اسكتي فلو ترين ما ارى لما بكيت فقلت يا أمير المؤمنين ما ذا ترى قال هذه الملائكة وفود والنبيون وهذا محمد ص يقول يا علي ابشر فما تصير إليه خير مما أنت فيه.
وروى الشيخ أبو جعفر الطوسي في الأمالي بسنده عن حبيب بن عمرو نحوه.
وصية أمير المؤمنين ع ذكرها أبو جعفر محمد بن جرير الطبري في تاريخه وأبو الفرج الأصبهاني في مقاتل الطالبيين. بسم الله الرحمن الرحيم. هذا ما اوصى به أمير المؤمنين علي بن أبي طالب اوصى انه يشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ثم إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك امرت وانا أول المسلمين أوصيكما بتقوى الله وان لا تبغيا الدنيا وان بغتكما ولا تأسفا على شئ منها زوي عنكما وقولا بالحق واعملا للاجر للآخرة خ ل وكونا للظالم خصما وللمظلوم عونا أوصيكما وجميع ولدي وأهل بيتي ومن بلغهم كتابي هذا من المؤمنين بتقوى الله ونظم امركم وصلاح ذات بينكم فاني سمعت رسول الله ص يقول صلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصيام وان البغضة حالقة الدين ولا قوة الا بالله انظروا ذوي ارحامكم فصلوهم يهون الله عليكم الحساب والله الله في الأيتام لا تغيروا أفواههم ولا يضيعوا بحضرتكم فاني سمعت رسول الله ص يقول من عال يتيما حتى يستغني أوجب الله له الجنة كما أوجب لآكل مال اليتيم النار والله الله في القرآن فلا يسبقكم إلى العمل به غيركم والله الله في جيرانكم فإنهم وصية نبيكم ما زال يوصينا بهم حتى ظننا انه سيورثهم والله الله في بيت ربكم فلا يخلون منكم ما بقيتم فإنه ان ترك لم تناظروا وان أدنى ما يرجع به من امه ان يغفر له ما سلف من ذنبه والله الله في الصلاة فإنها خير العمل وانها عمود دينكم والله الله في الزكاة فإنها تطفئ غضب ربكم والله الله في صيام شهر رمضان فان صيامه جنة من النار والله الله في الجهاد في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم فإنما يجاهد في سبيل الله رجلان امام هدى ومطيع له مقتد بهداه والله الله في ذرية نبيكم فلا يظلمن بين أظهركم والله الله في أصحاب نبيكم الذين لم يحدثوا حدثا ولم يؤووا محدثا فان رسول الله ص اوصى بهم ولعن المحدث منهم ومن غيرهم والمؤوي للمحدث والله الله في الفقراء والمساكين فاشركوهم في معايشكم والله الله في النساء وما ملكت ايمانكم فان آخر ما تكلم به رسول الله ص ان قال أوصيكم بالضعيفين نسائكم وما ملكت ايمانكم ثم قال الصلاة الصلاة ولا تخافن في الله لومة لائم يكفكم من أرادكم وبغى عليكم قولوا للناس حسنا كما امركم الله عز وجل ولا تتركوا الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فيولي الله الامر شراركم ثم تدعون فلا يستجاب لكم عليكم بالتواصل والتباذل والتبار وإياكم والتقاطع والتدابر والتفرق وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان واتقوا الله ان الله شديد العقاب حفظكم الله من أهل بيت وحفظ فيكم نبيكم واستودعكم الله خير مستودع واقرأ عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
وقال ابن الأثير انه دعا الحسن والحسين ع فقال لهما أوصيكما بتقوى الله ولا تبغيا الدنيا وان بغتكما ولا تبكيا على شئ زوي عنكما منها وقولا الحق وارحما اليتيم وكونا للظالم خصما وللمظلوم ناصرا واعملا بما في كتاب الله ولا تأخذكما في الله لومة لائم ثم نظر إلى محمد بن الحنفية فقال هل حفظت ما أوصيت به أخويك قال نعم قال فاني أوصيك بمثله وأوصيك بتوقير أخويك العظيم حقهما عليك ولا تقطع دونهما أمرا ثم قال أوصيكما به فإنه شقيقكما وابن أبيكما وقد علمتما ان أباكما كان يحبه وقال للحسن أوصيك أي بني بتقوى الله وأقام الصلاة وايتاء الزكاة وغفر الذنب وكظم الغيظ وصلة الرحم والحلم عن الجاهل والتفقه في الدين والتعاهد للقرآن وحسن الجوار والامر بالمعروف والنهي عن المنكر واجتناب الفواحش.
ثم قال للحسن: ابصروا ضاربي اطعموه من طعامي واسقوه من شرابي. ثم قال للحسن ع إذا أنا مت فلا تغال في كفني وصل علي وكبر علي سبعا وفي رواية خمسا وغيب قبري.
قال ابن الأثير ثم لم ينطق الا بلا إله الا الله حتى توفي ص اه وبقي إلى نحو ثلث الليل وتوفي فصرخت بناته ونساؤه وارتفعت الصيحة في القصر فعلم أهل الكوفة ان أمير المؤمنين ع قد قبض فاقبل الرجال والنساء يهرعون أفواجا أفواجا وصاحوا صيحة عظيمة فارتجت الكوفة بأهلها وكثر البكاء والنحيب وكثر الضجيج بالكوفة وقبائلها ودورها وجميع أقطارها فكان ذلك كيوم مات فيه رسول الله ص فلما توفي غسله الحسن والحسين ع ومحمد يصب الماء وقال أبو الفرج غسله الحسن وعبد الله بن عباس وقال ابن الأثير وعبد الله بن جعفر مكان عبد الله بن عباس [1] وكفن في ثلاثة أثواب بيض ليس فيهما قميص ولا عمامة بل كان القميص والعمامة من غيرها وحنط ببقية حنوط رسول الله ص. ثم وضعوه على سريره وصلى عليه الحسن ابنه وكبر خمسا وقيل ستا وقيل سبعا وقيل تسعا وحمل في جوف الليل من تلك الليلة إلى ظهر الكوفة إلى النجف فدفن بالثوية عند قائم الغريين.
وفي خبر عن الباقر ع دخل قبره الحسن والحسين ومحمد بنوه ع وعبد الله بن جعفر رضي الله عنه. وكان اخفاء قبره بوصية منه ع خوفا من بني أمية ومن الخوارج.
وروى أبو الفرج الأصبهاني في مقاتل الطالبيين بسنده عن أبي


[1] روى المفيد انه كان يفطر ليلة عند الحسن وليلة عند الحسين وليلة عند عبد الله بن جعفر.
والذي في الأصل عبد الله بن عباس ووضع عبد الله بن جعفر مكان عبد الله بن عباس خطأ مطبعي ولعل الصواب انه كان يفطر ليلة عند الحسن واليلة عند الحسين وليلة عند عبد الله بن جعفر وليلة عند عبد الله بن العباس وان هؤلاء هم الذين غسلوه. وهذا من الأدلة على أن ابن عباس لم يفارق أمير المؤمنين عليه السلام كما أنه سيأتي في سيرة الحسن عليه السلام ان عبد الله بن العباس قام بين يديه ودعا الناس إلى بيعته فبادروا إليها وان الحسن (ع) رتب العمال وانفذ عبد الله بن العباس إلى البصرة وهو أيضا من الأدلة على عدم مفارقته أمير المؤمنين عليه السلام الا ان يكون الصواب عبيد الله بن العباس مصغرا بدل عبد الله مكبرا كما ربما يدل عليه قول الطبري وابن الأثير ان الذي حضر صلح الحسن هو عبيد الله لا عبد الله والله أعلم.
- المؤلف -

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 528
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست