responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 496

يا أمير المؤمنين خيل كخيل ورجال كرجال ولنا الفضل إلى ساعتنا هذه فعد إلى مقامك الذي كنت فيه فان الناس انما يظنونك حيث تركوك وأرسل سعيد بن قيس انا مشتغلون بامرنا مع القوم وفينا فضل فان أردت أن نمد أحدا أمددناه فاقبل علي على ربيعة فقال أنتم درعي ورمحي قال نصر فربيعة تفتخر بهذا الكلام إلى اليوم فقال عدي بن حاتم يا أمير المؤمنين إن قوما أنست بهم وكنت فيهم في هذه الجولة لعظيم حقهم علينا والله إنهم لصبر عند الموت أشداء عند القتال وركب علي ع فرسه الذي كان لرسول الله ص وكان يقال له المرتجز فتقدم امام الصفوف ثم قال بل البغلة فقدمت له بغلة رسول الله ص فركبها ثم تعصب بعمامة رسول الله السوداء ثم نادى أيها الناس من يشري نفسه لله يربح هذا يوم له ما بعده إن عدوكم قد قرح كما قرحتم فانتدب له من بين العشرة آلاف إلى اثني عشر ألفا وضعوا سيوفهم على عواتقهم وتقدمهم علي على بغلة رسول الله ص وهو يقول:
- دبوا دبيب النمل لا تفوتوا * وأصبحوا بحربكم وبيتوا - - حتى تنالوا للثار أو تموتوا * أو لا فاني طالما عصيت - - قد قلتم لو جئتا فجيت * ليس لكم ما شئتم وشيت - - بل ما يريد المحيي المميت - وتبعه عدي بن حاتم بلوائه وهو يقول:
- أ بعد عمار وبعد هاشم * وابن بديل فارس الملاحم - - نرجو البقاء مثل حلم الحالم * وقد عضضنا أمس بالأباهم - - فاليوم لا نقرع سن نادم * ليس امرؤ من يومه بسالم - وتقدم الأشتر وهو يقول:
- حرب بأسباب الردى تأجج * يهلك فيها البطل المدجج - - يكفيكها همدانها ومذحج * روحوا إلى الله ولا تعرجوا - - دين قويم وسبيل منهج - وحمل الناس حملة واحدة فلم يبق لأهل الشام صف الا انتقض واهمدوا ما أتوا عليه حتى أفضى الأمر إلى مضرب معاوية وعلي يضربهم بسيفه وهو يقول:
- اضربهم ولا ارى معاوية * الأخزر العين العظيم الحاوية - - هوت به في النار أم هاوية - فدعا معاوية بفرسه لينجو عليه فلما وضع رجله في الركاب تمثل بقول عمرو بن الإطنابة:
- أبت لي عفتي وأبى بلائي * واخذي الحمد بالثمن الربيح - - واقدامي على المكروه نفسي * وضربي هامة البطل المشيح - - وقولي كلما جشات وجاشت * مكانك تحمدي أو تستريحي - - لأدفع عن ماثر صالحات * واحمي بعد عن عرض صحيح - - بذي شطب كلون الملح صاف * ونفس ما تقر على القبيح - وقال يا ابن العاص اليوم صبر وغدا فخر فقال عمرو صدقت وثنى رجله من الركاب فنزل فاستصرخ بعك والأشعرين فوقفوا دونه وجالدوا عنه حتى كره كل من الفريقين صاحبه وتحاجز الناس. ثم إن معاوية لما أسرع أهل العراق في أهل الشام قال هذا يوم تمحيص أن القوم قد أسرع فيهم كما أسرع فيكم اصبروا يومكم هذا وخلاكم ذم وحضض علي أصحابه فقام إليه الأصبغ بن نباتة التميمي فقال يا أمير المؤمنين انك جعلتني على شرطة الخميس وقدمتني في الثقة دون الناس وانك اليوم لا تفقد لي صبرا ولا نصرا اما أهل الشام فقد هدهم ما أصبنا منهم ونحن ففينا بعض البقية فاطلب بنا امرك وائذن لي في التقدم فقال تقدم بسم الله واقبل الأحنف بن قيس السعدي فقال يا أهل العراق والله لا تصيبون هذا الأمر أذل عنقا منه اليوم قد كشف القوم عنكم قناع الحياء وما يقاتلون على دين وما يصبرون الا حياء فتقدموا فقالوا إن تقدمنا اليوم فقد تقدمنا أمس فما تقول يا أمير المؤمنين قال تقدموا في موضع التقدم وتأخروا في موضع التأخر تقدموا من قبل أن يتقدموا إليكم وحمل أهل العراق وتلقاهم أهل الشام فاجتلدوا.
نكول معاوية عن مبارزة علي يوم صفين روى نصر بن مزاحم في كتاب صفين: إنه ارسل علي إلى معاوية إن أبرز إلي واعف الفريقين من القتال فاينا قتل صاحبه كان الأمر له، قال عمرو لقد أنصفك الرجل فقال معاوية اني لأكره أن أبارز الأهوج الشجاع لعلك طمعت فيها يا عمرو؟ وروى في موضع آخر أن عليا ع قام بين الصفين ثم نادى يا معاوية يكررها فقال معاوية اسألوه ما شانه قال أحب أن يظهر لي فأكلمه كلمة واحدة فبرز معاوية ومعه عمرو بن العاص فلما قارباه لم يلتفت إلى عمرو وقال لمعاوية ويحك علا م يقتتل الناس بيني وبينك أبرز إلي فاينا قتل صاحبه فالأمر له، فالتفت معاوية إلى عمرو فقال ما ترى يا أبا عبد الله أبارزه؟ فقال عمرو لقد أنصفك الرجل واعلم انك إن نكلت عنه لم تزل سبة عليك وعلى عقبك ما بقي عربي، فقال معاوية يا عمرو ليس مثلي يخدع عن نفسه والله ما بارز ابن أبي طالب رجلا قط الا سقى الأرض من دمه ثم انصرف معاوية راجعا إلى آخر الصفوف وعمرو معه، وقال معاوية ويحك يا عمرو ما أحمقك أ تراني أبرز إليه ودوني عك والأشعرون وجذام وحقدها معاوية على عمرو وقال ما أظنك يا عمرو الا مازحا فلما جلس معاوية مجلسه اقبل عمرو حتى جلس فقال معاوية:
- يا عمرو انك قد قشرت لي العصا * برضاك في وسط العجاج برازي - - ولقد أعدت فقلت مزحة مازح * والمزح يحمله مقال الهازي - - فإذا الذي منتك نفسك خاليا * قتلي جزاك بما نويت الجازي - فقال له عمرو أيها الرجل أ تجبن عن خصمك وتتهم نصيحك وقال مجيبا له:
- معاوي إن نكلت عن البراز * لك الويلات فانظر في المخازي - - وما ذنبي بان نادى علي * وكبش القوم يدعى للبراز - - فلو بارزته بارزت ليثا * حديد الناب ينفذ كل بازي - - وتزعم انني أضمرت غشا * جزاني بالذي أضمرت جازي - - أ ضبع في العجاجة يا ابن هند * وعند الباه كالتيس الحجازي - - تعرض عمرو بن العاص لعلي وكشفه سوأته قيل كان السبب في ذلك ان الحارث بن نصر الجشمي كان عدوا لعمرو بن العاص وكان عمرو قلما يجلس مجلسا الا ذكر فيه الحارث فقال الحارث في ذلك:
- ليس عمرو تبارك ذكره الحر * ب مدى الدهر أو يلاقي عليا - - واضع السيف فوق منكبه الأيمن * لا يحسب الفوارس شيا -

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 496
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست