responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 483

كرب بن زيد فقتل هؤلاء الإخوة الثلاثة جميعا ثم اخذ الراية عميرة بن بشر والحارث بن بشر فقتلا ثم اخذ الراية وهيب بن كريب أبو القلوص فأراد أن يستقتل فقال له رجل من قومه انصرف بهذه الراية ترحها الله من راية فقد قتل أشراف قومك حولها فلا تقتل نفسك ولا من بقي ممن معك فانصرفوا وهم يقولون ليت لنا عديدا من العرب يحالفوننا ثم نستقدم نحن وهم فلا ننصرف حتى نقتل أو نظهر فمروا بالأشتر وهم يقولون هذا القول فقال لهم الأشتر إلي انا أحالفكم وأعاقدكم على أن لا نرجع ابدا حتى نظهر أو نهلك فتوافقوا معه في هذا القول وزحف الأشتر نحو الميمنة وثاب إليه أناس تراجعوا من أهل البصيرة والحياء والوفاء فاخذ لا يصمد لكتيبة الا كشفها ولا لجمع الا حازه ورده فإنه لكذلك إذ مروا بيزيد بن قيس محمولا إلى العسكر فقال الأشتر من هذا قالوا يزيد بن قيس لما صرع زياد بن النضر رفع لأهل الميمنة رايته فقاتل حتى صرع فقال الأشتر هذا والله الصبر الجميل والفعل الكريم أ لا يستحيي الرجل أن ينصرف لم يقتل ولم يقتل ولم يشف به على القتل. وكان الأشتر يومئذ يقاتل على فرس له في يده صفيحة يمانية إذا طأطأها خلت فيها ماء منصبا فإذا رفعها كاد يغشي البصر شعاعها ويضرب بسيفه قدما وهو يقول غمرات ثم ينجلين ولما اجتمع إلى الأشتر عظم من كان انهزم من الميمنة حرضهم ثم حمل على أصحاب معاوية حتى كشفهم فالحقهم صفوف معاوية بين صلاة العصر والمغرب فلما رأى علي ع أن ميمنته قد عادت إلى موقفها ومصافها وكشفت من بازائها حتى ضاربوهم في مواقفهم ومراكزهم اقبل حتى انتهى إليهم فقال: إني قد رأيت جولتكم وانجيازكم عن صفوفكم وتحرزكم الجفاة الطغاة واعراب أهل الشام وأنتم لهاميم العرب والسنام الأعظم وعمار الليل بتلاوة القرآن وأهل دعوة الحق إذ ضل الخاطئون فلو لا اقبالكم بعد ادباركم وجب عليكم ما وجب على المولي يوم الزحف دبره والذي هون علي بعض وجدي إن رأيتكم باخرة حزتموهم كما حازوكم وأزلتموهم عن مصافهم كما أزالوكم كالإبل المطرودة الهيم فالآن فاصبروا أنزلت عليكم السكينة وثبتكم الله بالقين وليعلم المنهزم أنه مسخط لربه وفي الفرار الذل الدائم وإن الفار لا يزيد الفرار في عمره.
قتال خثعم وخثعم بصفين وأرسل عبد الله بن حنش الخثعمي رأس خثعم الشام إلى أبي كعب رأس خثعم العراق إن شئت تواقفنا فلم نقتتل فان ظهر صاحبك كنا معكم وإن ظهر صاحبنا كنتم معنا فابى أبو كعب ذلك فلما التقوا قال رأس خثعم الشام لقومه قد عرضت على قومنا العراقيين الموادعة صلة لأرحامهم فأبوا فكفوا عنهم ما كفوا عنكم فخرج رجل من أصحابه فقال قد ردوا عليك رأيك وطلب المبارزة فغضب رأس خثعم الشام فقال اللهم قيض له وهب بن مسعود رجلا من خثعم الكوفة كان معروفا في الجاهلية لم يبارزه رجل الا قتله فحمل على الشامي فقتله ثم اقتتلوا أشد القتال وجعل أبو كعب يقول لأصحابه خدموا أي اضربوا موضع الخدمة وهو الخلخال واخذ صاحب الشام يقول يا أبا كعب قومك فانصف فحمل شمر بن عبد الله الخثعمي خثعم الشام على أبي كعب فطعنه فقتله وانصرف يبكي ويقول رحمك الله يا أبا كعب انني قتلتك في طاعة قوم أنت أمس بي رحما منهم وأحب إلي ولا ارى الشيطان الا قد فتننا ولا ارى قريشا الا قد لعبت بنا فاخذ الراية كعب بن أبي كعب ففقئت عينه وصرع فاخذها شريح بن مالك فقاتل القوم تحتها حتى صرع منهم حول رايتهم ثمانون رجلا وأصيب من خثعم الشام نحو منهم ثم ردها شريح إلى كعب بن أبي كعب.
قتال بجيلة العراق بصفين وكانت راية بجيلة في صفين في أحمس مع أبي شداد قيس بن المكشوح قالت له بجيلة خذ رايتنا قال غيري خير لكم مني قالوا ما نريد غيرك قال فوالله لئن أعطيتمونيها لا انتهي بها دون صاحب الترس المذهب وعلى رأس معاوية عبد الرحمن بن خالد بن الوليد قائم معه ترس مذهب يستره من الشمس قالوا اصنع ما شئت فاخذها ثم زحف وهو يقول:
- إن عليا ذو أناة صارم * جلد إذا ما حضر العزائم - - لما رأى ما تفعل الأشائم * قام له الذروة والأكارم - - الأشيبان مالك وهاشم - ثم زحف بالراية حتى انتهى إلى صاحب الترس المذهب وكان في خيل عظيمة من أصحاب معاوية فاقتتل الناس هنالك قتالا شديدا وشد أبو شداد بسيفه نحو صاحب الترس فتعرض له من دونه غلام رومي لمعاوية فضرب قدم أبي شداد فقطعها وضربه أبو شداد فقتله وأشرعت إليه الأسنة فقتل واخذ الراية عبد الله بن قلع الأحمسي وهو يقول:
- لا يبعد الله أبا شداد * حيث أجاب دعوة المنادي - - وشد بالسيف على الأعادي * نعم الفتى كان لدى الطراد - - وفي طعان الخيل والجلاد - وقاتل حتى قتل فاخذ الراية اخوه عبد الرحمن بن قلع فقاتل فقتل ثم اخذها عفيف بن اياس فلم تزل بيده حتى تحاجز الناس وقتل حازم بن أبي حازم أخو قيس بن أبي حازم يومئذ وقتل نعيم بن سهيل بن الثعلبة فاتى ابن عمه وسميه نعيم بن الحارث بن الثعلبة معاوية وكان معه فقال إن هذا القتيل ابن عمي فهبه لي أدفنه فقال لا ندفنهم فليسوا أهلا لذلك فوالله ما قدرنا على دفن عثمان معهم الا سرا قال والله لتأذنن لي في دفنه أو لألحقن بهم ولأدعنك فقال له معاوية ترى أشياخ العرب لا نواريهم وأنت تسألني دفن ابن عمك ثم قال له ادفنه إن شئت أو دعه فدفنه.
قتال غطفان العراق بصفين كانت راية غطفان العراق مع أبي سليم عياش بن شريك فخرج رجل من آل ذي الكلاع يطلب المبارزة فبرز إليه قايد بن بكير العبسي فشد عليه الكلاعي فأوهطه فخرج إليه عياش بن شريك فلحقه هرم بن شبير فقال لا تبرز لهذا الطوال قال هبلتك الهبول وهل هو الا الموت قال وهل يفر الا منه قال وهل منه بد والله ليقتلني أو ليلحقن بقايد بن بكير ونظر عياب فإذا الحديد عليه مفرع لا يرى منه الا مثل شراك النعل من عنقه بين بيضته ودرعه فضربه الكلاعي فقطع حجفته وكانت من جلود الإبل وضربه عياب على ذلك المكان فقطع نخاعه وخرج ابن الكلاعي ثائرا بأبيه فقتله بكير بن وائل وقيل زياد بن خصفة وخرج رجل من أزد شنوءة يسال المبارزة فخرج إليه رجل من أهل العراق فقتله فخرج إليه الأشتر فما لبثه أن قتله فقال رجل كان هذا نارا فصادفت اعصارا فاقتتل الناس قتالا شديدا يوم الأربعاء فقال رجل من أصحاب علي والله لأحملن على معاوية حتى اقتله فاخذ فرسا فركبه ثم ضربه حتى إذا قام على سنابكه دفعه فلم ينهنهه شئ عن الوقوف

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 483
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست