responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 480

الرجال ثم انصرفوا وقد صبر القوم بعضهم لبعض. وخرج في اليوم الثالث عمار بن ياسر وخرج عمرو بن العاص فاقتتل الناس كاشد القتال وجعل عمار يقول يا أهل الاسلام أ تريدون ان تنظروا إلى من عادى الله ورسوله وجاهدهما وبغى على المسلمين وظاهر المشركين فلما أراد الله ان يظهر دينه وينصر رسوله اتى النبي ص فأسلم وهو والله فيما يرى راهب غير راغب وقبض الله رسوله ص وانا والله لنعرفه بعداوة المسلم ومودة المجرم الا وانه معاوية. وكان مع عمار زياد بن النضر على الخيل فامره ان يحمل في الخيل فحمل وصبروا له وشد عمار في الرجالة فأزال عمرو بن العاص عن موقفه. وبارز زياد بن النضر أخا له من امه من بني عامر اسمه معاوية بن عمرو العقيلي أمها هند من بني زبيد فلما التقيا تسايلا وتوافقا ثم انصرف كل واحد منهما عن صاحبه ورجع الناس يومهم ذاك. ورفع عمرو بن العاص شقة خميصة سوداء في رأس رمح فقال ناس هذا لواء عقده له رسول الله ص فبلغ ذلك عليا فقال هل تدرون ما أمر هذا اللواء ان خرج له رسول الله ص هذه الشقة فقال من يأخذها بما فيها فقال وما فيها قال إن لا تقاتل به مسلما ولا تفر به من كافر فاخذها فقد والله فر به من المشركين وقاتل به اليوم المسلمين والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما أسلموا ولكن استسلموا وأسروا الكفر فلما وجدوا أعوانا رجعوا إلى عداوتهم إلا أنهم لم يدعوا الصلاة.
فلما كان من الغد خرج محمد بن علي بن أبي طالب خرج إليه عبيد الله بن عمر بن الخطاب في جمعين عظيمين فاقتتلوا كاشد القتال ثم إن عبيد الله بن عمر ارسل إلى محمد بن الحنفية ان اخرج إلي أبارزك قال له ثم خرج إليه يمشي فبصر به علي فقال من هذان المتبارزان فقيل له ابن الحنفية وابن عمر فحرك علي دابته ثم دعا محمدا فوقف له وقال أمسك دابتي فامسكها ثم مشى إليه علي فقال انا أبارزك قال ليس لي في مبارزتك حاجة واخذ ابن الحنفية يقول لأبيه منعتني من مبارزته لو تركتني لرجوت ان اقتله قال يا بني لو بارزته انا لقتلته ولو بارزته أنت لرجوت ان تقتله وما كنت آمن ان يقتلك. فلما كان اليوم الخامس خرج عبد الله بن العباس والوليد بن عقبة فاقتتلوا قتالا شديدا ودنا ابن عباس من الوليد فاخذ الوليد يسب بني عبد المطلب فأرسل إليه ابن عباس ان أبرز إلى فابى وقاتل ابن عباس يومئذ قتالا شديدا ثم انصرفوا عند الظهر وكل غير غالب وذلك يوم الأحد. وخرج شمر بن أبرهة بن الصباح الحميري في ذلك اليوم فلحق بعلي في ناس من قراء أهل الشام فلما رأى ذلك معاوية وعمرو بن العاص وما خرج إلى علي من قبائل أهل الشام فت ذلك في عضد معاوية وعمرو وقال عمرو يا معاوية انك تريد ان تقاتل باهل الشام رجلا له من محمد ص قرابة قريبة ورحم ماسة وقدم في الاسلام لا يعتد أحد بمثله ونجدة في الحرب لم تكن لاحد من أصحاب محمد ص وانه قد سار إليك بأصحاب محمد المعدودين وفرسانهم وقرائهم وأشرافهم وقدمائهم في الاسلام ولهم في النفوس مهابة ومهما نسيت فلا تنس انك على باطل فلما قال عمرو لمعاوية ذلك زوق معاوية خطبة وامر بالمنبر فاخرج ثم أمر أجناد أهل الشام فحضروا فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها الناس أعيرنا أنفسكم وجماجمكم ولا تفشلوا ولا تخاذلوا فان اليوم يوم خطار ويوم حقيقة وحفاظ فإنكم على حق ولكم حجة وانما تقاتلون من نكث البيعة وسفك الدم الحرام فليس له في السماء عاذر.
ثم صعد عمرو بن العاص مرقاتين من المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها الناس قدموا المستلئمة وأخروا الحاسر وأعيروا جماجمكم ساعة فقد بلغ الحق مقطعه فإنما هو ظالم أو مظلوم فلما أخبر علي بخطبة معاوية وعمرو وتحريضهما الناس عليه أمر بالناس فجمعوا وهو متوكئ على قوسه وقد جمع أصحاب رسول الله عنده فهم يلونه وأحب ان يعلم الناس ان أصحاب رسول الله ص متوافرون عليه فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها الناس اسمعوا مقالتي وعوا كلامي فان الخيلاء من التجبر وان النخوة من التكبر وان الشيطان عدو حاضر يعدكم الباطل الا ان المسلم أخو المسلم لا تنابذوا ولا تخاذلوا فان شرائع الدين واحدة وسبله قاصدة من اخذ بها لحق ومن تركها مرق ومن فارقها محق ليس المسلم بالخائن إذا اؤتمن ولا بالمخلف إذ وعد ولا بالكذاب إذا نطق نحن أهل بيت الرحمة وقولنا الصدق ومن فعالنا القصد ومنا خاتم النبيين وفينا قادة الاسلام ومنا قراء الكتاب ندعوكم إلى الله وإلى رسوله وإلى جهاد عدوه والشدة في امره وابتغاء رضوانه وأقام الصلاة وايتاء الزكاة وحج البيت وصيام شهر رمضان وتوفير الفئ لأهله الا وإن من أعجب العجب ان معاوية بن أبي سفيان الأموي وعمرو بن العاص السهمي أصبحا يحرضان الناس على طلب الدين بزعمهما وقد علمتم اني لم أخالف رسول الله ص قط ولم اعصه في أمر قط أقيه بنفسي في المواطن التي ينكص فيها الابطال وترعد فيها الفرائص نجدة أكرمني الله بها فله الحمد ولقد قضى رسول الله ص وان رأسه لفي حجري ولقد وليت غسله بيدي وحدي تقلبه الملائكة المقربون معي وأيم الله ما اختلفت أمة قط بعد نبيها الا ظهر أهل باطلها على أهل حقها الا ما شاء الله. فقال عمار بن ياسر اما أمير المؤمنين فقد أعلمكم ان الأمة لن تستقيم عليه، ثم تفرق الناس وقد نفذت بصائرهم في قتال عدوهم. وقال علي ع في هذه الليلة حتى متى لا نناهض القوم بأجمعنا فقام في الناس عشية الثلاثاء ليلة الأربعاء بعد العصر فخطبهم وقال في آخر خطبته الا انكم لاقوا العدو غدا إن شاء الله فأطيلوا الليلة القيام وأكثروا تلاوة القرآن واسالوا الصبر والنصر والقوهم بالجد والحزم وكونوا صادقين ثم انصرف ووثب الناس إلى سيوفهم ورماحهم ونبالهم يصلحونها فلما كان الليل خرج علي فعبأ الناس ليلته كلها حتى أصبح وعقد الألوية وأمر الامراء وكتب الكتائب وبعث علي مناديا فنادى يا أهل العراق اغدوا على مصافكم نصبح أهل الشام في عسكرهم واجتمعوا إلى معاوية فعبأ خيله وعقد الألوية وكتب الكتائب ثم نادى معاوية أين الجند المقدم فخرج أهل حمص في راياتهم عليهم أبو الأعور السلمي ثم نودي أين أهل الأردن فخرجوا في راياتهم عليهم سفيان بن عمرو السلمي ثم نودي أين أهل قنسرين فجاءوا في راياتهم عليهم زفر بن الحارث ثم نودي أين جند الأمير فجاء أهل دمشق على راياتهم وهم القلب وعليهم الضحاك بن قيس الفهري فأطافوا بمعاوية وسار أبو الأعور وسار عمرو بن العاص حتى وقفوا قريبا من أهل العراق وصف القلب خمسة صفوف وفعل أهل العراق كذلك وبات علي ليلته كلها يعبي الناس حتى إذا أصبح الصباح زحف بالناس وخرج إليه معاوية وأهل الشام فاخذ علي يقول من هذه القبيلة ومن هذه القبيلة يعني قبائل أهل الشام فامر كل قبيلة أهل العراق ان تكفيه أختها من أهل الشام الا بجيلة لم يكن بالشام منهم الا عدد يسير ففرقهم إلى لخم ثم تناهض القوم يوم الأربعاء فاقتتلوا قتالا شديدا نهارهم كله وانصرفوا عند المساء وكل غير غالب وكان علي يركب بغلا له يستلذه فلما حضرت الحرب قال ائتوني بفرس فاتي بفرس له ذنوب أدهم يقاد بشطنين يبحث بيديه الأرض جميعا له حمحمة وصهيل فركبه وقال سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم. فلما كان غداة الخميس غلس علي ع بالغداة فما رئي انه غلس

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 480
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست