responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 383

قط ما ظفره وأصحابه يوم أحد حتى عصوه فلما رأى خالد أن الرماة قد تركوا مراكزهم ولم يبق منهم الا القليل كر عليهم بالخيل وتبعه عكرمة فراماهم القوم حتى قتلوا بعد ما فني نبلهم وراماهم عبد الله بن جبير حتى فنيت نبله ثم طاعن بالرمح حتى انكسر ثم كسر جفن سيفه فقاتل حتى قتل ولما رأى المشركون خيلهم تقاتل رجعوا من هزيمتهم وكروا على المسلمين من أمامهم وهم غارون آمنون مشتغلون بالنهب وكر عليهم خالد بخيله من ورائهم وجعلوا المسلمين في مثل الحلقة وانتقضت صفوف المسلمين وجعل بعضهم يضرب بعضا من العجلة والدهشة حتى قتل منهم سبعون رجلا بعدد من قتل من المشركين يوم بدر أو أكثر وتفرقوا في كل وجه وتركوا ما انتهبوه فاخذه المشركون وتركوا ما بأيديهم من اسرى المشركين.
قال المفيد: ولما جال المسلمون تلك الجولة اقبل أمية بن أبي حذيفة بن المغيرة وهو دارع وهو يقول يوم بيوم بدر فعرض له رجل من المسلمين فقتله أمية وصمد له علي بن أبي طالب فضربه بالسيف على هامته فنشب في بيضة مغفرة وضربه أمية بسيفه فاتقاها أمير المؤمنين بدرقته فنشب فيها ونزع أمير المؤمنين سيفه من مغفره وخلص أمية سيفه من درقته أيضا ثم تناوشا فقال علي ع فنظرت إلى فتق تحت إبطه فضربته بالسيف فيه فقتلته اه.
وكانت هند بنت عتبة زوجة أبي سفيان وأم معاوية جعلت جعلا لوحشي بن حرب غلام جبير بن مطعم وكان حبشيا يقذف بحربة له قذف الحبشة قلما يخطئ إن هو قتل رسول الله ص أو علي بن أبي طالب أو حمزة فقال لها اما محمد فلا حيلة لي فيه لأن أصحابه يطيفون به واما علي فإنه إذا قاتل كان احذر من الذئب واما حمزة فاني اطمع فيه لأنه إذا غضب لم يبصر بين يديه فرمى حمزة بحربته فقتله وهذه مزية انفرد بها علي وهي أنه مع شجاعته الفائقة حذر احذر من الذئب لا يقدر أحد أن يغتاله في الحرب.
وتفرق الناس كلهم عن رسول الله ص واسلموه إلى أعدائه ولم يبق معه أحد الا علي ع فبعضهم ذهبوا إلى المدينة وبعضهم صعدوا فوق الصخرة التي في جبل أحد وقال بعض أصحاب الصخرة ليت لنا رسولا إلى عبد الله بن أبي فيأخذ لنا أمنة من أبي سفيان فارجعوا إلى قومكم قبل أن ياتوكم فيقتلوكم وبعضهم ذهبوا إلى جبل بناحية المدينة فاقاموا به ثلاثا ثم عاد جماعة من أصحاب الصخرة أربعة أو خمسة فحاموا عن النبي ص مع علي ع وكان عودهم بسبب ثبات علي وكان علي هو المتميز وحده بالمحاماة عن النبي ص فكان كلما أقبلت إليه جماعة من المشركين عازمين على أن يقتلوه مجتهدين في ذلك يقول له يا علي احمل عليهم فيحمل عليهم ويفرقهم ويقتل فيهم وهكذا حتى نجاه الله من كيدهم وسلم منهم. قال المفيد وتوجه العتاب من الله تعالى إلى كافتهم لهزيمتهم يومئذ وذلك قوله تعالى: إذ تصعدون ولا تلوون على أحد والرسول يدعوكم في أخراكم فأثابكم غما بغم لكيلا تحزنوا على ما فاتكم ولا ما أصابكم والله خبير بما تعملون وقوله تعالى: إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان انما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفى الله عنهم إن الله غفور حليم قال الطبري تفرق عن رسول الله أصحابه ودخل بعضهم المدينة وانطلق بعضهم فوق الجبل إلى الصخرة فقاموا عليها وفشا في الناس إن رسول الله ص قد قتل فقال بعض أصحاب الصخرة ليت لنا رسولا إلى عبد الله بن أبي فيأخذ لنا أمنة من أبي سفيان يا قوم إن محمدا قد قتل فارجعوا إلى قومكم قبل أن ياتوكم فيقتلوكم فقال الله عز وجل للذين قالوا هذا القول وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أ فان مات أو قتل انقلبتم على اعقابكم الآية اه. وقوله فارجعوا إلى قومكم يدل على أن القائل من المهاجرين وقال الطبري وغيره: وفر عثمان بن عفان ومعه رجلان من الأنصار حتى بلغوا الجلعب جبلا بناحية المدينة مما يلي الأعرض فاقاموا به ثلاثا فقال لهم رسول الله ص: لقد ذهبتم فيها عريضة [1] اه وفي رواية الواقدي انهم انتهوا إلى مكان يسمى الأعرض فقال ص لهم ذلك. وقال المفيد فيما رواه بسنده عن ابن مسعود: وثبت معه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وأبو دجانة وسهل بن حنيف يدفعون عنه ففتح ص عينيه وكان قد أغمي عليه مما ناله فقال يا علي ما فعل الناس قال نقضوا العهد وولوا الدبر قال اكفني هؤلاء الذين قد قصدوا قصدي فحمل عليهم علي فكشفهم وعاد إليهم وقد حملوا عليه من ناحية أخرى فكر عليهم فكشفهم وأبو دجانة وسهل بن حنيف قائمان على رأسه بيد كل واحد منهما سيف ليذب عنه اه.
وفي ارشاد المفيد: حدثنا أحمد بن عمار حدثنا شريك عن عثمان بن المغيرة عن زيد بن وهب عن ابن مسعود وذكر غزاة أحد إلى أن قال زيد بن وهب قلت لابن مسعود انهزم الناس عن رسول الله ص حتى لم يبق معه الا علي بن أبي طالب وأبو دجانة وسهل بن حنيف فقال انهزم الناس الا علي بن أبي طالب وحده وثاب إلى رسول الله ص نفر كان أولهم عاصم بن ثابت وأبو دجانة وسهل بن حنيف ولحقهم طلحة بن عبيد الله فقلت وأين كان الشيخان قال كانا فيمن تنحى قلت وأين كان عثمان قال جاء بعد ثلاثة أيام من الوقعة فقال له رسول الله ص لقد ذهبت فيها عريضة فقلت وأين كنت أنت قال كنت ممن تنحى قلت فمن حدثك بهذا قال عاصم وسهل بن حنيف اه.
وقال ابن أبي الحديد: وقد روى كثير من المحدثين أن رسول الله ص قال لعلي ع حين سقط ثم أقيم اكفني هؤلاء الجماعة قصدت نحوه فحمل عليهم فهزمهم وقتل منهم عبد الله بن حميد من بني أسد بن عبد العزى ثم حملت عليه طائفة أخرى فقال له اكفني هؤلاء فحمل عليهم فانهزموا من بين يديه وقتل منهم أمية بن أبي حذيفة بن المغيرة المخزومي.
وقال ابن أبي الحديد أيضا: روى أبو عمر الزاهد محمد بن عبد الواحد اللغوي غلام ثعلب ورواه أيضا محمد بن حبيب في أماليه أن رسول الله ص لما فر معظم أصحابه عنه يوم أحد كثرت عليه كتائب المشركين وقصدته كتيبة من بني كنانة فيها بنو سفيان بن عويف وهم خالد وأبو الشعثاء وأبو الحمراء وغراب فقال ص يا علي اكفني هذه الكتيبة فحمل عليها وانها لتقارب خمسين فارسا وهو ع راجل فما زال يضرب فيها بالسيف حتى تتفرق عنه ثم يجتمع عليه هكذا مرارا حتى قتل بني سفيان بن عويف لأربعة وتمام العشرة منها ممن لا يعرفون بأسمائهم.
قال ولما انهزم الناس عن النبي ص في يوم أحد وثبت أمير المؤمنين ع قال له النبي ص ما لك لا تذهب مع القوم قال أمير المؤمنين اذهب وأدعك يا رسول الله والله لا برحت حتى اقتل أو ينجز الله لك ما وعدك من النصرة فقال له النبي ص ابشر يا علي فان الله منجز وعده ولن ينالوا منا مثلها


[1] جانس بين الأعرض اسم المكان الذي ذهبوا إليه وبين عريضة.

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 383
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست