responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 343

الحادي والعشرون العدل مر عن أسد الغابة ان زهده وعدله لا يمكن استقصاؤهما ومن عظيم عدله ما مر في الأمر التاسع عشر من أنه وجد مع المال الذي جاء من أصبهان رغيفا فقسمه سبعة اجزاء كما قسم المال وجعل على كل جزء جزءا وانه كان يخير غلامه بين الثوبين يشتريهما وفي الاستيعاب بسنده عن أبجر بن جرموز عن أبيه رأيت علي بن أبي طالب يخرج من مسجد الكوفة وعليه قطريتان متزر بالواحدة مرتد بالأخرى وإزاره إلى نصف الساق وهو يطوف في الأسواق ومعه درة يأمرهم بتقوى الله وصدق الحديث وحسن البيع والوفاء بالكيل والميزان وفي أسد الغابة بسنده عن رجل من ثقيف قال استعملني علي بن أبي طالب على مدرج سابور فقال لا تضربن رجلا سوطا في جباية درهم ولا تبيعن لهم رزقا ولا كسوة شتاء ولا صيف ولا دابة يعتملون عليها ولا تقيمن رجلا قائما في طلب درهم قلت يا أمير المؤمنين إذن أرجع إليك كما ذهبت من عندك قال وإن رجعت ويحك انما أمرنا أن نأخذ منهم العفو يعني الفضل. وهو أول من ساوى بين الناس في العطاء وكان يأخذ كأحدهم وقصته مع أخيه عقيل حين طلب منه زيادة في عطائه فقال له اصبر حتى يخرج عطائي فلم يقبل فأبى ان يعطيه أكثر من عطائه معروفة وكذلك خبره مع ولده الحسن حين استقرض شيئا من عسل بيت المال ومع ابنته حين استعارت عقدا من بيت المال وفي الاستيعاب بسنده عن عنترة الشيباني كان علي يأخذ في الجزية والخراج من أهل كل صناعة من صناعته وعمل يده حتى يأخذ من أهل الإبر الإبر والمسال والخيوط والحبال ثم يقسمه بين الناس الحديث.
الثاني والعشرون السخاء والجود. قال ابن أبي الحديد: اما السخاء والجود فحاله فيه ظاهرة كان يصوم ويطوي ويؤثر بزاده وفيه انزل ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا انما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا وروى المفسرون انه لم يكن يملك الا أربعة دراهم فتصدق بدرهم ليلا وبدرهم نهارا وبدرهم سرا وبدرهم علانية فأنزل فيه الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية وروي انه كان يسقي بيده لنخل قوم من يهود المدينة حتى مجلت يده ويتصدق بالأجرة ويشد على بطنه حجرا. وقال الشعبي وقد ذكر عنده علي ع:
كان أسخى الناس كان على الخلق الذي يحبه الله السخاء والجود وما قال لا لسائل قط. وقال عدوه ومبغضه الذي يجتهد في وصمه وعيبه معاوية بن أبي سفيان لمحفن بن أبي محفن الضبي لما قال له جئتك من عند أبخل الناس فقال ويحك كيف تقول انه أبخل الناس ولو ملك بيتا من تبر وبيتا من تبن لأنفق تبره قبل تبنه. وهو الذي كان يكنس بيوت الأموال ويصلي فيها وهو الذي قال يا صفراء ويا بيضاء غري غيري وهو الذي لم يخلف ميراثا وكانت الدنيا كلها بيده الا ما كان من الشام اه روى أبو الحسن بن أحمد الواحدي النيسابوري بسنده عن ابن عباس في قوله الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية قال نزلت في علي بن أبي طالب كان عنده أربعة دراهم فانفق بالليل واحدا وبالنهار واحدا وفي السر واحدا وفي العلانية واحدا وبسنده عن مجاهد عن أبيه قال كان لعلي أربعة دراهم فانفق درهما بالليل ودرهما بالنهار ودرهما سرا ودرهما علانية فنزلت الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية قال: وقال الكلبي نزلت هذه الآية في علي بن أبي طالب لم يكن يملك غير أربعة دراهم فتصدق بدرهم ليلا وبدرهم نهارا وبدرهم سرا وبدرهم علانية فقال له رسول الله ص ما حملك على هذا قال حملني ان استوجب على الله الذي وعدني فقال له رسول الله ص الا أن ذلك لك فأنزل الله تعالى هذه الآية اه وفي أسد الغابة بعدة أسانيد عن ابن عباس مثله.
آية النجوى وحسبك في جوده وسخائه ع إن آية النجوى لم يعمل بها أحد من الصحابة غنيهم وفقيرهم غيره حتى نسخت وجاءهم اللوم والتوبيخ منه تعالى أ أشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات ولم ينج منه غيره قال النسائي في الخصائص: ذكر النجوى وما خفف علي عن هذه الأمة ثم روى بسنده عن علي قال لما نزلت يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة قال رسول الله ص لعلي مرهم أن يتصدقوا قال بكم يا رسول الله قال بدينار قال لا يطيقون قال فبكم قال بشعيرة فقال رسول الله ص انك لزهيد فأنزل الله أ أشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات الآية وكان علي يقول خفف بي عن هذه الأمة ورواه غير النسائي من أصحاب الصحاح بأسانيدهم مثله قال الواحدي في قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول الآية قال مقاتل بن حيان نزلت الآية في الأغنياء وذلك انهم كانوا يأتون النبي ص فيكثرون مناجاته ويغلبون الفقراء على المجالس حتى كره رسول الله ص ذلك من طول جاوسهم ومناجاتهم فأنزل الله تبارك وتعالى هذه الآية وأمر بالصدقة عند المناجاة فاما أهل العسرة فلم يجدوا شيئا واما أهل الميسرة فبخلوا واشتد ذلك على أصحاب النبي ص فنزلت الرخصة وقال علي بن أبي طالب إن في كتاب الله لآية ما عمل بها أحد قبلي ولا يعمل بها أحد بعدي يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول كان لي دينار فبعته وكنت إذا ناجيت الرسول تصدقت بدرهم حتى نفد فنسخت بالآية الأخرى أ أشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات. وروى الطبري في تفسيره بعدة أسانيد عن مجاهد في قوله تعالى فقدموا بين يدي نجواكم صدقة قال نهوا عن مناجاة النبي ص حتى يتصدقوا فلم يناجه الا علي بن أبي طالب قدم دينارا فتصدق به ثم أنزلت الرخصة في ذلك وبسنده عن مجاهد قال علي إن في كتاب الله عز وجل لآية ما عمل بها أحد قبلي ولا يعمل بها أحد بعدي وذكر الآية قال فرضت ثم نسخت وبسنده عن مجاهد قال علي آية من كتاب الله لم يعمل بها أحد قبلي ولا يعمل بها أحد بعدي كان عندي دينار فصرفته بعشرة دراهم فكنت إذا جئت إلى النبي ص تصدقت بدرهم فنسخت فلم يعمل بها أحد قبلي وذكر الآية وفي الكشاف عن علي ع إن في كتاب الله آية ما عمل بها أحد قبلي ولا يعمل بها أحد بعدي كان لي دينار فاشتريت به عشرة دراهم فكنت إذا ناجيته تصدقت بدرهم قال الكلبي تصدق به في عشر كلمات سألهن رسول الله ص ومثله في تفسير النيسابوري. وفي الكشاف عن ابن عمر كان لعلي ثلاث لو كانت لي واحدة منهن كانت أحب إلي من حمر النعم تزويجه فاطمة واعطاؤه الراية يوم خيبر وآية النجوى وفي تفسير الرازي روي عن علي ع أنه قال إن في كتاب الله لآية وذكر نحو ما مر عن الكشاف إلى قوله بدرهم قال:
وروي عن ابن جريح والكلبي وعطاء عن ابن عباس انهم نهوا عن المناجاة حتى يتصدقوا فلم يناجه أحد الا علي ع تصدق بدينار ثم نزلت الرخصة وفيه وفي تفسير النيسابوري عن القاضي ما حاصله إن هذا لا يدل على فضله على أكابر الصحابة لأن الوقت لعله لم يتسع للعمل لهذا

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 343
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست