responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 333

بدر الكبرى كانت رايته معه. وفي غزوة أحد كانت رايته ولواء المهاجرين مع علي فلما علم أن لواء المشركين مع بني عبد الدار لأنهم كانوا أصحاب لواء قريش في الجاهلية قال نحن أولي بالوفاء منهم فأعطى اللواء رجلا منهم اسمه مصعب بن عمير فلما قتل مصعب رد اللواء إلى علي. وفي غزوات حمراء الأسد والحديبية وحنين وذات السلاسل كان اللواء مع علي ع وفي غزوة بني النضير وغزوة خيبر كانت الراية معه وفي فتح مكة كانت الراية مع سعد بن عبادة وهي راية الأنصار اما راية المهاجرين فهي مع علي فلما قال سعد ما يدل على أنه يريد الانتقام أمر عليا أن يأخذها منه ويدخل بها لأن سعدا لم يكن ليدفعها لأحد سوى علي ولم يكن النبي ص ليأمره بدفعها إلى غيره لأن في ذلك وهنا عليه الا أن يكون ابنه كما في بعض الروايات وفي ذلك يقول المؤلف من قصيدة:
- وفي كل زحف كنت رب لوائه * ورايته العظمى وفي سيفك النصر - الثامن الشجاعة وامتيازه بها وتفوقه فيها ملحق بالضروريات قال ابن أبي الحديد في شرح النهج: اما الشجاعة فإنه انسى الناس فيها ذكر من كان قبله ومحا اسم من يأتي بعده ومقاماته في الحرب مشهورة تضرب بها الأمثال إلى يوم القيامة وهو الشجاع الذي ما فر قط وارتاع من كتيبة ولا بارز أحدا الا قتله ولا ضرب ضربة قط فاحتاجت إلى ثانية وفي الحديث كانت ضرباته وترا أقول ولا دعي إلى مبارزة فنكل قال ولما دعا معاوية إلى المبارزة ليستريح الناس من الحرب بقتل أحدهما قال له عمرو لقد أنصفك فقال معاوية ما غششتني منذ نصحتني الا اليوم أ تأمرني بمبارزة أبي الحسن وأنت تعلم أنه الشجاع المطرق أراك طمعت في امارة الشام بعدي وكانت العرب تفتخر بوقوفها في الحرب في مقابلته فاما قتلاه فافتخار رهطهم بأنه ع قتلهم أظهر وأكثر قالت أخت عمرو بن عبد ود ترثيه:
- لو كان قاتل عمرو غير قاتله * بكيته ابدا ما دمت في الأبد - - لكن قاتله من لا نظير له * وكان يدعى أبوه بيضة البلد - ولما أقيم حيي سيد اخطب بن بني النضير بين يديه ليقتله قال قتلة شريفة بيد شريف وانتبه معاوية فرأى ابن الزبير تحت رجليه فقال له عبد الله لو شئت أن أفتك بك لفعلت فقال لقد شجعت بعدنا يا أبا بكر قال وما الذي تنكره من شجاعتي وقد وقفت في الصف ازاء علي بن أبي طالب قال لا جرم أنه قتلك [1] وأباك بيسرى يديه وبقيت اليمنى فارغة يطلب من يقتله بها، وجملة الأمر أن كل شجاع في الدنيا إليه ينتهي وباسمه ينادى في مشارق الأرض ومغاربها اه ثم قال وما أقول في رجل تصور ملوك الفرنج والروم صورته في بيعها وبيوت عباداتها حاملا سيفه مشمرا لحربه وتصور ملوك الترك والديلم صورته على أسيافها كان على سيف عضد الدولة بن بويه وسيف أبيه ركن الدولة وكانت صورته على سيف ألب ارسلان وابنه ملك شاة كأنهم يتفاءلون به النصر والظفر أقول لا يمكن أن توصف الشجاعة بأكثر من أنه ما نكل عن مبارز ولا بارز أحدا الا قتله ولا فر قط ولا ضرب ضربة فاحتاج إلى ثانية وكان يقول ما بارزت أحدا الا وكنت انا ونفسه عليه وفي كتاب عجائب احكامه قيل له يا أمير المؤمنين أ لا تعد فرسا للفر والكر فقال اما انا فلا أفر ومن فر مني فلا أطلبه اه.
وكفى في ذلك مبيته على الفراش ليلة الغار معرضا نفسه للأخطار لم يخف ولم يحزن فوقى النبي ص بنفسه وفداه بمهجته غير هياب ولا متردد ولا حزين.
وخروجه بالفواطم جهارا من مكة ولحوق الفوارس الثمانية به لما علموا بخروجه حنقين عليه عازمين على قتله إن لم يرجع راغما كما مر عن السيرة النبوية في الجزء الثاني ويأتي في هذا الجزء عند ذكر اخباره متتالية.
ولا بد أن يكونوا من شجعان مكة وابطالها لأن من ينتدب لمثل ذلك لا يكون من جبناء الناس وهم فرسان وهو راجل وهم ثمانية وهو واحد وليس معه الا أيمن بن أم أيمن وأبو واقد الليثي وهما لا يغنيان عنه شيئا وقد أخذ الهلع أبا واقد حين رأى الفرسان فسكن جأشه ولم ينقل انهما عاوناه بشئ بل كان حظهما حظ الواقف المتفرج وهو ليس بحاجة إلى مساعد على أن ثمانية فوارس ولو لم يكونوا في الدرجة العالية من الشجاعة لا يفلت منهم رجل واحد في العشرين من سنه أو تجاوزها بقليل مهما كان شجاعا فيمكنهم أن يحيطوا به من كل جانب فيقتلوه ولو رضخا بالحجارة فإذا كر على الذين أمامه حمل عليه الذين وراءه أو كر على الذين وراءه حمل عليه الذين أمامه فلا يمكنه الخلاص ويسهل عليه قتله أو أسره أما أن يكون رجل واحد على قدميه يشد على فارس في مقدمة ثمانية فوارس ولا بد أن يكون أشجعهم فيقده نصفين ويصل سيفه إلى قربوس فرسه فهذا شئ خارق للعادة من شاب لم يسبق له مباشرة الحرب قبل هذا وهو منتهى الشجاعة والجرأة والاقدام فلا جرم أن ترتعد منه فرائض الباقين فيولوا هاربين مذعورين ويطلبوا منه أن يكف عنهم فكانت هذه أول مظهر من مظاهر شجاعته الخارقة وقايس إن شئت بين هذه الحال وحال الرسول ص في هجرته إلى المدينة قبل ذلك فقد كان معه صاحبه وغلام صاحبه عامر بن فهيرة ودليلهم الليثي عبد الله بن أريقط فهم أربعة أحدهم الرسول ص الذي يجب أن يكون أشجع من علي بن أبي طالب فلما لحقهم سراقة بن مالك وهو رجل واحد بكى الصاحب خوفا فقال له الرسول ص لم تبك قال ما على نفسي بكيت ولكن أبكي عليك فما دفعه عنهم إلا دعاء الرسول عليه فرسخت قوائم فرسه في الأرض أ ترى لو كان معهم علي هل كان يبكي ويهتم لرجل واحد ليس معه أحد وهو لم يهتم لثمانية فوارس أم كان يضربه ضربة حيدرية فيقده نصفين طولا لا عرضا كما فعل بجناح وهل كان يحتاج النبي ص في دفعه إلى أن يدعو عليه لا أظنك تشك في أنه لو كان معهم لفعل به فعله بجناح وما كان منه في وقعة بدر المار ذكرها في السيرة النبوية والآتية في هذا الجزء التي بها تمهدت قواعد الدين وأذل الله جبابرة المشركين وقتلت فيها رؤساؤهم ووقعت الهيبة من المسلمين في قلوب العرب واليهود وغيرهم فقد كان في هذه الوقعة قطب رحاها وليث وغاها بارز الوليد بن عتبة أول نشوب الحرب فلم يلبثه حتى قتله وشارك عمه حمزة في قتل عتبة واشترك هو وحمزة وعبيدة في قتل شيبة فاجهزوا عليه قال المفيد فكان قتل هؤلاء الثلاثة أول وهن لحق المشركين ودخل عليهم ورهبة اعتراهم بها الرعب من المسلمين وظهر بذلك امارات نصر المسلمين قال وبرز إليه حنظلة بن أبي سفيان فقتله وبرز إليه من بعده طعيمة بن عدي فقتله وقتل بعده نوفل بن خويلد وكان من شياطين قريش ولم يزل يقتل واحدا منهم بعد واحد حتى أتى على شطر المقتولين منهم وكانوا سبعين قتيلا تولى كافة من حضر بدرا من المسلمين مع ثلاثة آلاف من الملائكة المسومين قتل الشطر منهم وتولى أمير


[1] أي شارف ذلك.

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 333
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست