responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 31

وإذا ساقت التقادير أحدا إلى الاعتراف ببعض هذه الحقائق ومزجه بالتحامل على شيعتهم وأتباعهم وأساء القول فيهم ولم يتفطن إلى أن بغض التابع نوع من بغض المتبوع وإن من أحب شخصا أحب محبه.
كلام لابن قتيبة يرتبط بالمقام هذا عبد الله بن مسلم بن قتيبة الكاتب العالم الإمام المشهور أراد الاعتراف بما وقع من التحامل العظيم على أمير المؤمنين علي ع لكنه صدره بالتحامل العظيم على شيعته ومحبيه وأتباعه فافسد أكثر مما أصلح وأساء أزيد مما أحسن. قال في كتاب الاختلاف في اللفظ والرد على الجهمية والمشبهة المطبوع بمصر عام 1349 ه‌ ص 47 بعد ما ذم حالة العلماء في عصره بما لا حاجة بنا إلى ذكره ما لفظه: وقد رأيت هؤلاء أيضا حين رأوا غلو الرافضة في حب علي وتقديمه على من قدمه رسول الله ص وصحابته عليه وادعاؤهم له شركة النبي ص في نبوته وعلم الغيب للأئمة من ولده وتلك الأقاويل والأمور السرية التي جمعت إلى الكذب والكفر إفراط الجهل والغباوة ورأوا شتمهم خيار السلف وبغضهم و تبرأهم منهم قابلوا ذلك أيضا بالغلو في تأخير علي كرم الله وجهه وبخسه حقه ولحنوا في القول وإن لم يصرحوا إلى ظلمه واعتدوا عليه بسفك الدماء بغير حق ونسبوه إلى الممالأة على قتل عثمان رض وأخرجوه بجهلهم من أئمة الهدى إلى جملة أئمة الفتن ولم يوجبوا له أسم الخلافة لاختلاف الناس عليه وأوجبوها ليزيد بن معاوية لاجماع الناس عليه واتهموا من ذكره بخير وتحامى كثير من المحدثين أن يحدثوا بفضائله كرم الله وجهه أو يظهروا ما يجب له وكل تلك الأحاديث لها مخارج صحاح وجعلوا ابنه الحسين ع خارجيا شاقا لعصا المسلمين حلال الدم لقول النبي ص: من خرج على أمتي وهم جميع فاقتلوه كائنا من كان، وسووا بينه في الفضل وبين أهل الشورى لأن عمر لو تبين له فضله لقدمه عليهم ولم يجعل الامر شورى بينهم وأهملوا من ذكره أو روى حديثا من فضائله حتى تحامى كثير من المحدثين أن يتحدثوا بها وعنوا بجمع فضائل عمرو بن العاص ومعاوية كأنهما لا يريدونهما بذلك وإنما يريدونه. فان قال قائل: أخو رسول الله ص علي وأبو سبطيه الحسن والحسين وأصحاب الكساء علي وفاطمة والحسن والحسين تمعرت الوجوه وتنكرت العيون وطرت حسائك الصدور وإن ذكر ذاكر قول النبي ص: من كنت مولاه فعلي مولاه. وأنت مني بمنزلة هارون من موسى وأشباه هذا التمسوا لتلك الأحاديث الصحاح المخارج لينقصوه ويبخسوه حقه بغضا منهم للرافضة وإلزاما لعلي ع بسببهم ما لا يلزمه وهذا هو الجهل بعينه والسلامة لك ان لا تهلك ببغضه وأن لا تحتمل ضغنا عليه بجناية غيره فان فعلت فأنت جاهل مفرط في بغضه وإن تعرف له مكانه من رسول الله ص بالتربية والاخوة والصهر والصبر في مجاهدة أعدائه وبذل مهجته في الحروب بين يديه مع مكانه في العلم والدين والباس والفضل من غير أن تتجاوز به الموضع الذي وضعه به خيار السلف لما تسمعه من كثير من فضائله فهم كانوا اعلم به وبغيره ولأن ما اجمعوا عليه هو العيان الذي لا يشك فيه والأحاديث المنقولة قد يدخلها تحريف وشوب ولو كان إكرامك لرسول الله ص هو الذي دعاك إلى محبة من نازع عليا وحاربه ولعنه إذ صحب رسول الله ص وخدمه وكنت قد سلكت في ذلك سبيل المستسلم لأنت بذلك في علي ع أولى لسابقته وفضله وخاصته وقرابته والدناوة التي جعلها الله بينه وبين رسول الله ص عند المباهلة حين قال الله تعالى فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم فدعا حسنا وحسينا، ونساءنا ونساءكم، فدعا فاطمة ع وأنفسنا وأنفسكم فدعا عليا ع ومن أراد الله تبصيره بصره ومن أراد به غير ذلك حيره انتهى كلام ابن قتيبة.
أقول: قد أنطق الله ابن قتيبة بالحق فيما ذكره من تحامل أصحابه القبيح على أهل البيت الطاهر بما سمعت مع أنه معروف بالانحراف عن أهل البيت ع، قال الفاضل الكوثري المعاصر في حاشية كتابه المذكور انه في مؤلفاته السابقة يشف من ثنايا نقوله ما شجر بين الصحابة الانحراف والنصب حتى أن الحافظ ابن حجر قال في حق حمل السلفي كلام الحاكم فيه على المذهب ان مراد السلفي بالمذهب النصب فان في ابن قتيبة انحرافا عن أهل البيت والحاكم على ضد من ذلك اه‌.
أما زعمه غلو الشيعة في حب علي وتقديمه الخ فلو أنصف لعلم انهم ما زادوا في حبه على قوله ص لا يحبك إلا مؤمن. حبك حبي. وإنهم ما قدموا إلا من قدمه الله ورسوله ص وأما صحابته فكانوا مختلفين ولله در مهيار حيث يقول:
وكيف صيرتم الاجماع حجتكم * والناس ما اتفقوا يوما ولا اجتمعوا أمر علي بعيد عن مشورته * مستكره فيه والعباس يمتنع وتدعيه قريش بالقرابة * والأنصار لا رفع فيه ولا وضع فأي خلف كخلف كان بينكم * لولا تلفق اخبار وتصطنع وأما قوله وادعائهم له شركة النبي ص في نبوته فهو محض كذب وافتراء وأما قوله وعلم الغيب للأئمة من ولده فان عنى ما قد يروى عنهم في بعض الأخبار فهذا لا يزيد عما رواه القسطلاني في إرشاد الساري شرح صحيح البخاري عن بعض الصحابة من إنه كان يقول كنت أحدث أي تحدثه الملائكة حتى اكتويت ولا يعدون ذلك غلوا. وأما قوله وتلك الأقاويل والأمور السرية الخ. فمن يسمع يخل لا أقاويل ولا أمور سرية إلا التمسك بكتاب الله تعالى وسنة رسوله ص وأقوال أئمة أهل البيت الطاهر ولكن العداوة وإفراط الجهل والغباوة والتعصب للباطل أدى إلى هذه الافتراءات وأما قوله: التي جمعت إلى الكذب والكفر وإفراط الجهل والغباوة، فاما الكذب: فالشيعة منزهون عنه ولم يرثوا من سلفهم كابي ذر الذي ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء على ذي لهجة أصدق منه بنص الرسول ص وإمامة جعفر الصادق الذي لقب بذلك لصدق حديثه وسائر أئمة أهل البيت إلا الصدق لا ممن أقاموا أربعين شاهدا أو أكثر يشهدون زورا لأم المؤمنين أن هذا ليس ماء الحوأب. وأما الكفر فقد قال رسول الله ص من كفر مسلما فقد باء به أحدهما وكيف ينسب للكفر من يشهد لله بالوحدانية ولنبيه ص بالرسالة وإن جميع ما جاء به من عند الله حق فمن كفر مثل هذا فقد باء بالكفر بحكم الرسول ص وأما الجهل والغباوة: فأحق بهما من لا يتحاشى عن التناقض في كلامه فيثبت لله تعالى الرؤية والتجلي والعجب والنزول إلى السماء والاستواء على العرش والنفس واليدين من غير كيفية أو حد كما صرح به في كتابه فإنه إن أراد المعاني الحقيقية فهي ليست بدون كيفية أو حد وإن أراد معنى مجازيا فهو لم يثبت هذه الأشياء أو غيرها. وأما قوله وشتمهم خيار السلف فحاش الله ان يشتم الشيعة خيار السلف ولكننا نسأله عن تولية من نازع عليا وحاربه ولعنه كما اعترف به في كلامه السابق وعلي من خير خيار السلف ما هو

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 31
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست