responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 25

ومنعوا القضاة أن يقضوا بها كما كان ذلك في الدولة الأموية وقبلها حتى أن القضاة في خلافة علي ع لم يتمكنوا من القضاء طبق قوله في جملة من المسائل وكتبوا إليه بما ذا نقضي فكتب إليهم اقضوا كما كنتم تقضون أو أموت أنا وأصحابي وحصر العباسيون المذاهب في أربعة ولم يجعلوا مذهب أئمة أهل البيت منها مع أنهم إن لم يكونوا أعلم من أصحاب المذاهب الأربعة فلا ينقضون عنهم ولم يكن لأهل مذهبهم محراب بين محاريب أهل المذاهب الأربعة في المسجد الحرام وحاول ذلك نادر شاة الأفشاري في عهد الدولة العثمانية بشتى الوسائل فلم يفلح.
وحتى أن المنصور الدوانيقي لما احتاج إلى استفتاء الصادق جعفر بن محمد ع في مسالة من مسائل المقادير التي لم يجد من يفتيه بها بعث إلى عامله بالمدينة أن يجمع الفقهاء ويسألهم ويكون في جملة المسؤولين جعفر بن محمد مع أنه هو المقصود لا سواه.
نعم في عهد المعتضد العباسي أمر برد سهام المواريث إلى ذوي الأرحام وأبطل ديوان المواريث لكنه لم يكن لذلك أثر مستمر.
وحتى انه كان من يروي خبرا في فضائل علي ع لا يوافق ما اعتاده الناس يهدد بالقتل. قال ابن النديم في الفهرست: إن أبا بكر محمد بن يحيى بن العباس الصولي عاش إلى سنة 330 وروى خبرا في علي ع فطلبته الخاصة والعامة لتقتله اه‌.
ولما ضعفت دولة بني العباس وظهرت الدولة البويهية في العراق والحمدانية في الشام والجزيرة والفاطمية في إفريقية ومصر والشام ذهب الاضطهاد عن الشيعة ولما انقرضت هذه الدول وخلفتها الدولة السلجوقية في العراق وفارس وبعض الشام والدولة النورية في باقي الشام والأيوبية في مصر والشام عاد الامر إلى ما كان عليه، وحبس صلاح الدين بقايا الفاطميين في مصر وفرق بين الرجال والنساء حتى لا يتناسلوا وذلك هو الظلم الفاحش، وأعيد اتخاذ يوم قتل الحسين ع عيدا الذي كان قد سنه بنو أمية والحجاج بالشام وغيرها واحدث جعله عيدا بمصر ولم يكن معروفا فيها بنص المقريزي وقال المقريزي أيضا إن صلاح الدين حجر على العاضد وأوقع بأمراء الدولة وعساكرها وصرف قضاة مصر الشيعة كلهم وفوض القضاء لصدر الدين عبد الملك بن درباس المادراني الشافعي واختفى مذهب الشيعة حتى فقد من أرض مصر كلها.
وارتفع الاضطهاد عن الشيعة في إيران في عهد الدولة الصفوية وما بعدها إلى اليوم في بلادهم خاصة.
وفي سنة 407 قتلت الشيعة في المغرب قتلا عاما أيام المعز بن باديس كما يأتي في البحث التاسع عند الكلام على إفريقية وفي أواخر القرن السادس قتلت الشيعة في حلب قتلا عاما وتشرد من بقي منهم في البلاد وخلت حلب من أحد معروف منهم حتى اليوم إلا ما كان في بعض قراها كما هو مشهور يتناقله الخلف من الشيعة عن السلف منهم.
وفي عهد الامراء الشهابية امراء وادي التيم ولبنان استحصل أحدهم فتوى الشيخ نوح المعروفة بقصد الاستيلاء على جبل عامل وجرت حروب كثيرة بين الشهابيين والعامليين وبين العامليين والصفديين وبينهم وبين الدمشقيين في الأردن الصغير الحولة وغير ذلك، كان العامل الأكبر فيها التعصبات المذهبية وذكرناها مفصلة في كتابنا في تاريخ جبل عامل.
وكان سلاطين بني عثمان لا يزالون في حروب مع سلاطين الفرس الصفوية. وقتل السلطان سليم العثماني من الشيعة في الأناضول أربعين ألفا وقيل سبعين ألفا لم يكن لهم ذنب سوى انهم شيعة وفي عصر الشاه عباس الصفوي قتل عبد المؤمن خان ملك الأوزبك أهل مشهد الرضا بخراسان قتلا عاما لأجل التشيع.
وكان شيعة العراق وسورية ملزمين في سلطنة العثمانيين بالتحاكم إلى القضاة الأحناف مع أن لهم مذهبا معروفا مدونا وفيهم المجتهدون النزهاء العارفون بالقضاء على مذهب أهل البيت وبالرغم عن ذلك كان فصل الخصومات بين الشيعة يجري في العراق وسورية عند المجتهدين إلا ما ندر. بل في عهد امراء جبل عامل الشيعة من قبل العثمانيين. وفي جبل لبنان بعد امتيازه عقيب حادثة الستين المعروفة جعل مذهب الشيعة فيه رسميا وعين لهم قاض شيعي وكذا في العراق ولبنان عقب انقضاء الحكم العثماني.
البحث الرابع في عدم إنصاف جماعة لشيعة أهل البيت وأتباعهم وذلك من وجوه الأول أنها أدمجت أحوال الامامية الاثني عشرية منهم مع المذاهب الباطلة المستهجنة كالغلاة والسبائية واشباههم أو المختلفة التي لا وجود لها قصدا للتشنيع والتهجين ولم تفرد أحوالهم على حدة فابن حزم في كتابه الفصل مع ما أظهره من بذاءة اللسان وسوء القول والتحامل العظيم على أهل البيت وشيعتهم خلط مقالة الامامية بمقالة الغالية والمجسمة بحيث لا تكاد تميز مقالة الامامية من غيرها ولا يعرفها المطالع بعينها ويتوهمها مثل إحدى مقالات الغلاة والمجسمة وتبعه على ذلك الشهرستاني في الملل والنحل، وذلك ظلم فاحش وقلة انصاف وأنت إذا راجعت ما يأتي في البحث الثامن من عقائد الإمامية في الأصول والفروع تعلم أن خلطها مع المجسمة والمشبهة وغيرها ظلم وتحامل.
والثاني أنها كثيرا ما ذكرت أحوالهم على غير ما هي عليه بحسب الأهواء والأغراض وكثرت الافتراءات والنسب الباطلة إليهم وتبع في ذلك المتأخر المتقدم وقلد اللاحق السابق وبنى على أساسه من غير تحقيق وساعدت على ذلك الأحوال السياسية والتمشي مع ميول العامة وأيدته ونصرته السلطات الدولية المتعاقبة وساعدت عليه التعصبات الدينية وعلماء السوء تحببا إلى الملوك والامراء وإلى العوام وقواه غاية التقوية ما أودعه علماء السوء في كتبهم التي انتشرت في الآفاق من تصوير الشيعة فيها بأبشع صورة وتلقاها من تأخر بالقبول لحسن ظنه بهم من غير تحقيق ولا تمحيص ولا تبصر ويأتي لذلك مزيد إيضاح في البحث السادس (انش).
الثالث أنه نسب إلى بعض الاجلاء من تلاميذ أئمة أهل البيت وثقات رواتهم وفحول المتكلمين منهم الاعتقاد بالمذاهب الباطلة كما نسب الشهرستاني في الملل والنحل وغيره القول بالتجسيم والتشبيه إلى هشام بن الحكم تلميذ الإمام جعفر الصادق ع وإلى محمد بن النعمان المعروف بمؤمن الطاق وهما منه بريئان براءة الذئب من دم يوسف وكما نسب المقريزي في خططه وغيره إلى زرارة والهشامين ويونس بن عبد الرحمن

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 25
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست