responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 227

فهل إذا كان الحديث مرويا بعدة طرق بعضها ضعيف يكون قدحا في سنده بل الرواية الضعيفة إن لم تكن معتضدة ومتقوية بالروايات الصحيحة غيرها لا يكون ضعفها موجبا للقدح في الصحيحة وكل من له أدنى معرفة في الحديث يعلم ذلك.
ورواه من مشاهير علماء الشيعة وثقات محدثيهم محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني حدثنا عبد العزيز حدثنا المغيرة بن محمد حدثنا إبراهيم بن محمد بن عبد الرحمن الأزدي حدثنا قيس بن الربيع وشريك بن عبد الله عن الأعمش عن منهال بن عمرو عن عبد الله بن الحارث بن نوفل عن علي بن أبي طالب ع قال لما نزلت وأنذر عشيرتك الأقربين دعا رسول الله ص بني عبد المطلب وهم إذ ذاك أربعون رجلا يزيدون رجلا أو ينقصون رجلا فقال أيكم يكون أخي ووارثي ووزيري ووصيي وخليفتي فيكم بعدي فعرض ذلك عليهم رجلا رجلا كلهم يأبى ذلك حتى أتى علي فقال أنا يا رسول الله فقال يا بني عبد المطلب هذا أخي ووارثي ووزيري وخليفتي فيكم بعدي فقام القوم يضحك بعضهم إلى بعض ويقولون لأبي طالب قد أمرك أن تسمع وتطيع لهذا الغلام.
ورواه الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي في مجالسه قال حدثنا جماعة عن أبي المفضل حدثنا أبو جعفر الطبري سنة 308 حدثنا محمد بن حميد الرازي حدثنا سلمة بن الفضل الأبرش حدثني محمد بن إسحاق بن عبد الغفار قال أبو الفضل حدثنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي واللفظ له حدثنا محمد بن الصباح الجرحلوي حدثنا سلمة بن صالح الجعفي عن سليمان الأعمش وأبي مريم جميعا عن المنهال بن عمرو عن عبد الله بن الحارث بن نوفل عن عبد الله بن عباس عن علي بن أبي طالب قال لما نزلت هذه الآية وذكر مثل رواية الطبري بعينها مع تفاوت يسير في بعض الألفاظ لا يخل بالمعنى إلى غير ذلك. وبعد توافق علماء الفريقين على هذه الرواية لم يبق لما ذكره ابن تيمية قيمة.
وروي الطبري في تاريخه وتفسير بسنده إلى ابن عباس قال لما نزلت وانذر عشيرتك الأقربين خرج رسول الله ص حتى صعد الصفا فهتف يا صباحاه فقالوا من هذا الذي يهتف قالوا محمد فقال يا بني عبد المطلب يا بني عبد مناف فاجتمعوا إليه فقال أ رأيتكم إن أخبرتكم أن خيلا تخرج بسفح هذا الجبل أ كنتم مصدقي قالوا ما جربنا عليك كذبا قال فاني نذير لكم بين يدي عذاب شديد فقال أبو لهب تبا لك ما جمعتنا إلا لهذا ثم قام فنزلت هذه السورة تبت يدا أبي لهب وتب إلى آخر السورة.
الدعوة العامة لقريش وروى الطبري انه ص صعد يوما على الصفا ونادى يا معشر قريش قالت قريش محمد على الصفا يهتف واقبلوا إليه فقالوا ما لك قال أ رأيتكم لو أخبرتكم أن خيلا بسفح هذا الجبل أ كنتم تصدقوني قالوا نعم أنت عندنا غير متهم وما جربنا عليك كذبا قال فاني نذير لكم بين يدي عذاب شديد يا بني عبد المطلب يا بني عبد مناف يا بني زهرة يا بني تميم يا بني مخزوم يا بني أسد إن الله أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين واني لا أملك لكم من الدنيا منفعة ولا من الآخرة نصيبا إلا أن تقولوا لا إله إلا الله فقال أبو لهب ما تقدم.
مجئ قريش إلى أبي طالب في أمر رسول الله ولما جعل رسول الله ص يعيب الأصنام ويسخر منها ويتلو الآيات في شأنها مشى رجال من أشراف قريش إلى أبي طالب وكان مؤمنا برسول الله ص يكتم ايمانه وفيهم أبو سفيان بن حرب فقالوا يا أبا طالب ان ابن أخيك قد سب آلهتنا وعاب ديننا وسفه أحلامنا وضلل آباءنا فاما أن تكفه عنا وأما أن تخلي بيننا وبينه فردهم أبو طالب ردا جميلا ومضى رسول الله ص في دعوته ولم يزل الاسلام يفشو ويظهر ثم مشوا إلى أبي طالب مرة أخرى.
قال ابن سعد لما رأت قريش ظهور الاسلام جاءوا إلى أبي طالب فقالوا أنت سيدنا وأفضلنا في أنفسنا وقد رأيت الذي فعل هؤلاء السفهاء مع ابن أخيك من تركهم آلهتنا وتسفيههم أحلامنا. وجاءوا بعمارة بن الوليد بن المغيرة فقالوا جئناك بفتى قريش جمالا ونسبا ونهادة وشعرا يكون لك نصره وميراثه وتدفع إلينا ابن أخيك نقتله فقال والله ما أنصفتموني تعطوني ابنكم أغذوه لكم وأعطيكم ابن أخي تقتلونه أ تعلمون ان الناقة إذا فقدت ولدها لا تحن إلى غيره.
فلما كان مساء تلك الليلة فقد رسول الله ص فجمع أبو طالب فتيان قومه وقال ليأخذ كل واحد منكم حديدة صارمة واتبعوني إذا دخلت المسجد وليجلس كل واحد إلى جنب عظيم من عظمائهم فليقتله إن كان محمد قد قتل ففعلوا ثم أخبره زيد بن حارثة بسلامة النبي ص فلما أصبح أخذ بيده فوقف به على أندية قريش ومعه الفتيان فأخبر قريشا بما كان يريد فعله لو قتل النبي ص وأراهم السلاح فانكسر القوم وكان أشدهم انكسارا أبو جهل.
ثم جاءوا إلى أبي طالب مرة ثالثة وقالوا يا أبا طالب ان لك سنا وشرفا ومنزلة فينا وقد استنهيناك من ابن أخيك فلم تنهه عنا وأنا والله لا نصبر على شتم آبائنا وتسفيه أحلامنا وعيب آلهتنا حتى تكفه عنا أو ننازله وإياك حتى يهلك أحد الفريقين وعظم على أبي طالب فراق قومه وعداوتهم ولم يطب نفسا باسلام ابن أخيه فأرسل إلى النبي ص فأخبره بمقالة قريش وقال له فابق علي وعلى نفسك ولا تحملني من الأمر ما لا أطيق فأطرق النبي ص ثم قال له يا عم والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن اترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك فيه وقام وقد خنقته العبرة فلما رأى ذلك أبو طالب دعاه فقال اذهب يا ابن أخي فقل ما أحببت والله لا أسلمك لشئ ابدا وقام بنو هاشم وبنو المطلب بنصرة النبي ص إلا أبا لهب ونفر غيره.
مجئ عتبة بن ربيعة إلى النبي ليرجع عن دعوته ولما رأت قريش أمر النبي ص يزداد كل يوم ظهورا وأصحابه يكثرون رغب إليهم عتبة بن ربيعة وهو من رؤسائهم في أن يعرض على النبي ص أمورا لعله يقبل بعضها ويكف عن دعوته فقال له يا ابن أخي انك منا حيث قد علمت من المكان في النسب وقد أتيت قومك بأمر عظيم فرقت به جماعتهم فاسمع مني اعرض عليك أمورا لعلك تقبل بعضها. إن كنت إنما تريد بهذا الأمر مالا جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالا وإن كنت تريد تشريفا سودناك علينا فلا نقطع أمرا دونك وإن كنت تريد ملكا ملكناك علينا وإن كان هذا الذي يأتيك رئيا [1] لا تستطيع رده عن نفسك


[1] الرثي بوزن كمي يقال للتابع من الحن سمي به لأنه يتراءى لمتبوعه أو من قولهم فلان رثي قومه إذا كان صاحب رأيهم.

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 227
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست