نام کتاب : نافذة على الفلسفة نویسنده : الساعدي، صادق جلد : 1 صفحه : 36
وأنت حينَ تواجه موجوداً ما كجبل أبي
قبيس ، فتقول : «جبل أبي قبيس موجود» ، فقد أشرت بالموضوع «جبل أبي قبيس» إلى
ماهيةِ الشيء الذي واجهته ، كما أنك أشرت بالمحمول «موجود» إلى وجوده. وهكذا بقية
الأشياء التي تواجهنا ، فإن لها ماهية كما أن لها وجوداً.
أصالة الوجود
واعتبارية الماهية
وبما تقدّم يظهر أنّ الماهية تختلف عن
الوجود مفهوماً ، أي أنّ ما يفهم من معنى الوجود غير ما يفهم من معنى الماهية ، فكل
منهما يختلف عن الآخر في الذهن وأما في الخارج ، أي خارج حدود الذهن فلا يوجد
اختلاف ، فهما متحدان في شيءٍ خارجي واحد ، فنستطيع أن نشير إلى زيد الخارجي
بالقول : هذا إنسان وموجود.
ولنا أن نسأل عن الشيء المتحقق في
الخارج والذي سميّناه زيداً ، هل هو مصداق لمفهوم الوجود أو إنه مصداق لمفهوم
الماهية؟ وبعبارة أخرى : هل إن الوجود أصيل في الخارج أم الماهية؟ فلو كان لكل
منهما مصداق ، لكان في الخارج مصداقان اثنان لا مصداق واحد ، وبما أن الواقع
الخارجي لا يوجد فيه إلا مصداق واحد ، فلابدّ أن يكون هذا المصداق لأحدهما دون
الآخر وإن انطبقا عليه ، إلا أن أحدهما واقعي أصيل والآخر اعتباري ، أي أن المصداق
الخارجي المتمثل بزيد ، يكون لأحدهما بالذات ومصداقاً للآخر بالعرض ، وبعبارة أخرى
: إنه مصداق للوجود دون الماهية ، وإليك مثالاً يوضح المراد :
لو كان عندك ورقة بيضاء وشرعت بتلوين
مساحة منها بلون أخضر ، فإن
نام کتاب : نافذة على الفلسفة نویسنده : الساعدي، صادق جلد : 1 صفحه : 36