نام کتاب : نافذة على الفلسفة نویسنده : الساعدي، صادق جلد : 1 صفحه : 136
التوضيح :
إنك حينما تصف شخصا ما بوصف الجهل مثلاً
، لا تجد في الواقع الخارجي إلا شيئاً واحداً وهو مصداق ذلك الشخص الموصوف ، وأمّا
صفة الجهل فإنها وإن كانت وصفا لشيء خارجي ، إلا أنها أمرٌ عدميٌّ حيث إنها عدم
العلم فيمن من شأنه أن يكون عالماً ، فليس لها ما بإزاء خارجي.
٣. المعقولات
الثانية المنطقية
وهي : «المفاهيم الكلّية التي عروضها
واتصافها ذهنيان».
التوضيح :
إن من أمثلة هذِهِ المفاهيم مفهوم الكلي
، فإنه من المفاهيم التي يستحيل تحققها في الخارج ، إذ إنَّ كل ما هو موجود في
الخارج متشخص جزئي ، والكلي ليس كذلك ، وهل يمكن أن يكون هذا الكلي وصفاً لأشياء
خارجية ، كما كان ذلك للمفاهيم الأولى الماهوية والثانية الفلسفية؟ والجواب هو
النفي ، لأن كل ما هو موجود في الخارج جزئي لا يصلح في انطباقه الأعلى نفسه فكيف
يمكن وصفه بأنه كلي ، فنقول : الإنسان كلي ، والمقصود من الإنسان هنا الإنسان
الذهني ، لا الإنسان الخارجي ، وإلاّ لما صَحَّ وصفه بأنه كليّ كما تقدم توّاً ، وبذلك
يتّضح تعريف هذِهِ المفاهيم بأنّ عروضها (وجودها) واتصافها (وصفها للأشياء) كلاهما
ذهني.
نام کتاب : نافذة على الفلسفة نویسنده : الساعدي، صادق جلد : 1 صفحه : 136