نام کتاب : نافذة على الفلسفة نویسنده : الساعدي، صادق جلد : 1 صفحه : 104
بالعلة التامة ، إذ
باجتماعها تتم صناعة السرير ، وأما لو نقص منها علة واحدة أو أكثر فسوف تكون العلة
حينها علة ناقصة ولا يوجد المعلول ـ السرير في المثال ـ لنقص في علته التامة.
٣ ـ العلّة المباشرة
وغير المباشرة
ومن ناحية ثالثة فإن العلّة إما أن تؤثر
في معلولها من دون توسط شيء بينها وبينه فتسمى العلة بالعلة المباشرة ، وإما أن
يكون تأثير العلة في معلولها بتوسط واسطة فتسمى العلة حينها بالعلة غير المباشرة ،
فالنجّار يصنع السرير بأدواته كالمنشار مثلاً ، فالمنشار علّة مباشرة في صنع
السرير والنجار علة غير مباشرة في صنعهِ له.
٤ ـ العلة المنحصرة
وغير المنحصرة
ومن ناحية رابعة ، فإن المعلول إن لم
يمكن وجوده إلا بعلة واحدة لا بديل لها ، كما لو تصور الطفل انطلاقاً من جهله أن
أباه علة لا بديل لها في رعايته والعناية به ، فإن العلة في مثل هذِهِ الحالة تسمى
بالعلة المنحصرة ، وأما لو أمكن وجود المعلول بعلل متعددة ، تستقل كل واحدة عن
الأخرى في إيجاده كالنور الذي يمكن تحققُه بالشمس كما ويمكن تحققه بالشمعة المتقدة
أو بالمصباح المتوهج أو بالنار المشتعلة ، فإنّها تسمى حينئذ بالعلة على البدل ، لأن
كل علة من العلل المذكورة في مثال النور تصلح وبصورة مستقلة أن تكون بديلة عن
غيرها في إيجاد وتحقق النور.
٥ ـ العلة الداخلية
والخارجية
ومن ناحية خامسة فإن العلة قد تكون
داخلية وهي التي توجد في المعلول ولا تنفصل عنه كمادة الخشب التي هي علة للسرير ، فإنها
في نفس الوقت الذي
نام کتاب : نافذة على الفلسفة نویسنده : الساعدي، صادق جلد : 1 صفحه : 104