والشخص الذي لا يمكن
معرفة قيمة تحركه الثوري والاسلامي إلّا بمرور الزمان وكذلك الشخصيات
الاخرىٰ التي سارت خلفه في هذه الثورة الاسلامية المباركة منذ البداية.
أجل ، لقد كانت الروحانية الحقيقية هي
الركن الذي تستند اليه الجماهير المسلمة او المحرومة في مقارعتها للأنظمة
الجائرة ، فكان العلماء هم المدافعون عن القانون الالهي والمسلمين علىٰ
مدىٰ التاريخ الاسلامي ، ونظراً
لسعة مجال البحث وعدم امكانية سرد مختصر لكل الثورات والانتفاضات التي
قادها العلماء ، لذلك سنكتفي بملخص لقصة التنباك.
فتوىٰ تحريم التنباك
قامت حكومة الملك ناصر الدين شاه
القاجاري ، الظالمة والمستبدة في سنة ١٨٩٠ بأعطاء امتياز احتكار في بيع وشراء التنباك لشركة بريطانية بأسم جي. اف طالبوت [١]
، وهذا العقد الذي وقع في ٩ آيار من نفس السنة في السفارة البريطانية
بطهران ، كان في الحقيقة وثيقة لتسلط الاجانب علىٰ الشعب
الايراني اقتصادياً وسياسياً ، وبواسطة هذه الوثيقة كانت بريطانيا تستطيع
بسط سيطرتها علىٰ جميع الاراضي الزراعية ، وبالاضافة الىٰ عشرات المفاسد
السياسية والاقتصادية والثقافية ، وكان بامكانها اجراء سياسة المحصول
الواحد بالتدريج ، وبهذه الطريقة يتهيء الوضع لسلطة المستعمر علىٰ البلاد
بشكل عام.