« ومن الصناعات التي طورها المسلمون هي
ترصيع الخشب او العاج والصدف ، وقد تركوا لنا آثار عديدة من ابواب جميلة في
المساجد القديمة ، والمنابر المرصعة بالاحجار الكريمة ، والسقوف المزينة
بالمرايا والكاشي والشبابيك المصنوعة علىٰ شكل زخارف واشكال هندسية متنوعة ،
حيث لا يمكن صنع مثيلات لها اليوم الّا بصرف مبالغ طائلة ».
وكان المسلمون ماهرين في الحك علىٰ
العاج ايضاً ، والشاهد علىٰ ذلك منضدة كنيسة القديس ايزديلون [١]
والصندوق الصغير الذي صنعوه في القرن الحادي عشر لملك اشبيلية ، وكذلك محفظة عاجية تعود لكنيسة بايفا [٢]
صنعت في القرن الثاني عشر والظاهر ان الاوروبيين جاؤا بها من مصر في زمن
الحروب الصليبية ، والمحفظة المذكورة مطلية ومنقوش عليها بالفضة والذهب
وعليها صور لانواع الطيور خاصة الطاووس ، ويلاحظ في صناعات المسلمين في
الاخشاب والعاج والاحجار الكريمة امراً غريباً ، وهو انهم يستخدمون ادوات
خشنة وقاسية في اعمال ظريفة ودقيقة ، وهذا دليل على فطنتهم وذوقهم الفني ،
ومع ان ادوات الزينة والمرصعات الموجودة حالياً في القاهرة