« لقد كان تطور المسلمين في مجال
الصناعة والفنون بمستوىٰ اقاموا في اشبيلية وحدها في فترة حكمهم الف
وستمائة مصنع ، يعمل فيها اكثر من مائة وثلاثين الف عامل ، وفي طليطلة كان
هناك خمسين مصنعاً للنسيج والقماش فقط ، وكذلك كانت هناك معامل للاقمشة
الحريرية ، وكان فيها اكثر من اربعين الف عامل ».
ثمّ يضيف الدكتور غوستاف لوبون : « لقد
بلغ المسلمون في العمليات الخاصة بالفلزات درجة عالية من الكمال والمهارة
بشكل لايجاريهم في بعض فنونها حتىٰ اساتذة عصرنا الحاضر ، فكانوا يرصّعون
الاسلحة وآلات الحرب والمزهريات بالفضة والاحجار الكريمة بعد تقطيعها
واعدادها ، وقد بلغوا مرتبة في هذه الفنون اليدوية تجعل اساتذة اليوم
عاجزين عن القيام بمثل ما قاموا به رغم الاموال والوقت الكثير الذي يصرفونه
والشاهد علىٰ ذلك ، ابريق من البلّور ( كريستال ) يعود تاريخه الىٰ القرن
العاشر الميلادي ، يوجد حالياً
في متحف اللوفر [١]
( باريس ).
ولقد بدأ عمل ترصيع الحديد والفولاذ من
القرن العاشر وبلغ ذروته في القرنين الثاني عشر والثالث عشر.