من المعاهدات التي
كانت بينهم [١]
عاملوهم بأشد درجة من القسوة والظلم ، وبعد قرن علىٰ ذلك قرروا اخراج
المسلمين من البلاد بشكل تام ، لقد كان المسلمون متفوقون عليهم في جميع
العلوم حتىٰ تحت ظل حكمهم ـ النصارىٰ ـ للحد الذي شكىٰ الاسبان ذلك الىٰ
حكومتهم من ان
المسلمين لم يتركوا لهم مجالاً للقيام بعمل محترم ومرموق ، والحقيقة ان
النصارىٰ لم
يكونوا جديرين للقيام باي عمل ، حتىٰ لا يحتاجوا المسلمين في انجازه.
خلاصة القول :
انه وبعد حكم المسلمين اغلقت المعامل
التي كانوا قد شيدوها بأيديهم ، واختلت امور الزراعة ، فصارت الاراضي التي
احياها المسلمون الى موات ، مما اثر ذلك علىٰ العمران المدني ، لذلك نشاهد
تدني في امور المدن ايضاً ، ففي اشبيلية التي كان فيها علىٰ حكم المسلمين
الف وستمائة مصنع وكان يعمل في تلك المصانع اكثر من مائة وثلاثين الف عامل ،
تقلص العدد في طل حكم النصارىٰ الىٰ ثلاثمائة مصنع فقط !
وفي طليلة وحدها كان هناك خمسين مصنع
للنسيج والاقمشة في فترة حكم المسلمين ، بقيت منها ثلاثة عشر فقط بعدهم ،
اما المصانع التي كانت مخصصة لانتاج الاقمشة الحريرية والتي كان يعمل فيها
اكثر من اربعين الف عامل ، فقد اغلقت جميعها ، هذا الامر ادىٰ الى خراب مدن
مشهورة كانت
[١] لمزيد الاطلاع
حول نص تلك المعاهدات : راجع ، تاريخ العالم الحديث الاسلام ، تاليف الدكتور لوثروب ستودارد ( الاميركي ).