وحكمه هذا قطعي ، ففي
المحكمة الاسلامية ، يدعىٰ طرفي النزاع الىٰ الحضور شخصياً الىٰ المحكمة
ويقومان بشرح القضية ويقدم كل طرف منهم دليله ، ثم يصدر القاضي حكمه في ذلك
المجلس.
لقد حضرت مرّة في احدىٰ هذهِ
المحاكم في المغرب ورأيت كيف يقوم القاضي بعمله ، كان القاضي يجلس علىٰ
كرسيه في بناية متصلة بدار الحكومة ، كما ان كلّ واحد من المتداعيين أيضاً
يجلس في مكانه ومعه شهوده ، وكانوا يتحدثون بألفاظ مختصرة وكلام بسيط ،
فإذا كان احدهم يحكم عليه بعدّة سياط ، كان الحكم ينفذ فيه في ختام الجلسة ،
واكبر فوائد هذا النوع من القضاء هو عدم ضياع وقت المتداعيين ، وعدم وجود
خسائر مالية للمتداعيين بسبب المراجعات الادارية التي نراها اليوم ، ومع
البساطة والايجاز الذي ذكرته فأن الاحكام الصادرة كانت عادلة ومنصفة ».
ليس في الاسلام استئناف ولا تميز
الدكتور : الشروط التي ذكرتها
والالتفاتات العلمية الموجودة في القضاء الاسلامي ليس لها مثيل في قوانين
القضاء الوضعية في جميع العالم ، حسب معلوماتي الشخصية ، ورغم الضجيج
الاعلامي الذي تقوم به اوروبا دعاية لمؤساستها القضائية ، فليست هناك مؤسسة
متطورة كما هو الحال في المؤسسات القضائية الاسلامية. لكن هناك امر في
قوانين القضاء الوضعية المعاصرة لا نجدها في القوانين القضائية الاسلامية ،
وتلك مرحلة الاستئناف والتميز ، اي ان القوانين القضائية المعاصرة تكون
علىٰ مرحلتين ، فلو اخطأ