نام کتاب : عقيلة قريش آمنة بنت الحسين عليهما السلام نویسنده : الحلو، السيد محمد علي جلد : 1 صفحه : 15
وتفكير ، وتسبيح
وتقديس ، ونظر دائم إلى نور الملكوت ، مما لا ترى معه شيئا يدور حولها ، هذا معنى
الاستغراق مع الله.
ولا شك أن ابنة النبوة قد حازت أرقى
وأعلى مراتب الاستغراق ، فالإمام عليهالسلام
يصف حالاتها بقوله : (غالب عليها). ومن هنا جاء حب الإمام الحسين عليهالسلام الشديد لها ، وقد
أخذت بمجامع قلبه ، وتركته قداستها وطهرها يزداد حنوا عليها ، حتى وصفها عليهالسلام بأنها : (خيرة
النساء) ، لما وقف عليها يوم الطف ، ورآها باكية نادبة ، فقال :
سيطول بعدي يا سكينة فاعلمي
منك البكاء إذا الحمام دهاني
لا تحرقي قلبي بدمعك حسرة
ما دام مني الروح في جثماني
فإذا قتلت فأنت أولى بالذي
تأتينه يا خيرة النسوان
ولاندري كيف تكون منزلة من يصفها الإمام
المعصوم من السمو والعظمة ، وهو حجة الله على عباده ، بأنها من خيرة النساء؟!
والسيدة آمنة عليهاالسلام علاوة على ذلك ، عاشت
في كنف إمامين كان الجهال والأبعدون والمتسكعون وأهل اللهو ، فضلا عن العلماء
وأصحاب النفوذ ، يهتدون بكلمة واحدة منهم ، ويصلحون بموقف بسيط ، أو إشارة عابرة ،
والتاريخ شهيد على ذلك. فأخوها الإمام زين العابدين عليهالسلام
وسيد الساجدين ، ذلك الذي تعرف البطحاء وطأته ، والبيت يعرفه والحل والحرم ، وحسبك
به مربيا وهاديا ومرشدا. وابن أخيها الإمام الباقر عليهالسلام
، باقر علوم آل محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم
، ذلك الذي كانت علماء الدنيا وما زالت تنحني إجلالا له ، وخضوعا بما عنده من علوم
الرسالة المحمدية الخالدة ، وبخوعا وتسليما له هيبة وفرقا من قوة الحجة وسطوع
البرهان.
نام کتاب : عقيلة قريش آمنة بنت الحسين عليهما السلام نویسنده : الحلو، السيد محمد علي جلد : 1 صفحه : 15