نام کتاب : ثورة الحسين ظروفها الإجتماعيّة وآثارها الإنسانيّة نویسنده : شمس الدين، الشيخ محمد مهدي جلد : 1 صفحه : 206
وقدرهم ألف رجل ، ولم
ينفع الوعد ولا الوعيد في ردّهم عن ثورتهم ، فقُمعت الثورة بجيش من الشام بوحشيّة
متناهية ، ودعا القائد الاُموي مسلم بن عقبة المُرّي لبيعة يزيد بن معاوية كما نقل
الطبري وغيره : دعا الناس للبيعة على أنّهم خول ليزيد بن معاوية ، يحكم في دمائهم
وأموالهم وأهليهم ما شاء [١].
* * *
وهلك يزيد ، وقد باشر جيشه بقمع ثورة
ابن الزّبير في مكة بعد أن فرغ من قمع ثورة المدينة ، وكان ابن الزّبير قد أعلن
الخلاف بعد ما بلغه مقتل الحسين عليهالسلام
، ولا يمكن أن نعتبر ثورة ابن الزّبير امتداداً لثورة الحسين عليهالسلام ؛ فقد كان ابن
الزّبير يعد العدّة للثورة قبل مقتل الحسين عليهالسلام
، وكانت أطماعه الشخصيّة في الحكم هي بواعثه على الثورة ، وكان يرى في الحسين عليهالسلام منافساً خطيراً كما
عرفت ، فلمّا بلغ خبر مقتل الحسين عليهالسلام
أهل مكة وثب إليه أصحابه وقالوا : أظهر بيعتك ؛ فإنّه لم يبقَ أحد إذ هلك الحسين
ينازعك الأمر ، ولكنّه قال لهم : لا تعجلوا [٢].
حتّى إذا كانت سنة خمس وستين بُويع له في الحجاز والعراق ، والشام والجزيرة [٢].
وما نشكّ في أنّ استجابة الناس للثورة
التي دعا لها ابن الزّبير كان مبعثها هذه الروح الجديدة التي بثّتها ثورة الحسين عليهالسلام الدامية في نفوس
الجماهير ، وقد مرّ عليك آنفاً كيف أثّر التوابون في الكوفة على الحكم الاُموي
بحيث أعدّوا الناس لتقبّل حكم ابن الزّبير وطرد عامل بني اُميّة على العراق.