responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ثورة الحسين ظروفها الإجتماعيّة وآثارها الإنسانيّة نویسنده : شمس الدين، الشيخ محمد مهدي    جلد : 1  صفحه : 174

ـ ٣ ـ

٢ ـ الشعور بالإثم

وكان لثورة الحسين عليه‌السلام ونهايته في كربلاء أثر آخر ، هو ما سبّبته هذه النهاية وهذا المصير من إثارة الشعور بالإثم في ضمير كلّ مسلم استطاع نصره فلم ينصره ، وسمع واعيته فلم يُجبها. ولقد كان هذا الشعور أقوى ما يكون في ضمائر اُولئك الذين كفّوا أيديهم عن نصره بعد أن وعدوه النصر وعاهدوه على الثورة.

ولهذا الشعور بالإثم طرفان ؛ فهو من جهة يحمل صاحبه على أن يكفّر عن إثمه الذي ارتكبه وجرمه الذي قارفه ، وهو من جهة اُخرى يُثير في النفس مشاعر الحقد والكراهية لاُولئك الذي دُفعوا إلى ارتكاب الإثم.

وهذا ما نراه جليّاً في الشعب المسلم بعد ثورة الحسين عليه‌السلام ، فقد دفع الشعور بالإثم كثيراً من الجماعات الإسلاميّة إلى العمل للتفكير ، وزادهم بغضاً للاُمويِّين وحقداً عليهم. وكان التعبير الطبيعي للرغبة في التكفير وللحقد هو الثورة ، وهكذا كان ؛ فقد استُهدف الاُمويّون لثورات أجّجها مصرع الحسين عليه‌السلام ، وكان باعثها التكفير عن القعود عن نصره والرغبة في الانتقام من الاُمويِّين ، وسنرى في فصل آت نماذج من هذه الثورات.

وبسبب هذا الشعور بالإثم لم يُعد موقف المسلمين من الحكم الاُموي موقفاً عقلياً نابعاً من إدراك بُعد الاُمويِّين عن الدين وظلمهم ، وإنّما غدا موقفاً عاطفياً أيضاً ؛ حيث إنّ هذا الشعور حدا بالكثيرين إلى الثورة كعمل انتقامي يقصد به التشفّي ، وهذا يُفسّر لنا كثيراً من الثورات الفاشلة التي

نام کتاب : ثورة الحسين ظروفها الإجتماعيّة وآثارها الإنسانيّة نویسنده : شمس الدين، الشيخ محمد مهدي    جلد : 1  صفحه : 174
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست