نام کتاب : ثورة الحسين ظروفها الإجتماعيّة وآثارها الإنسانيّة نویسنده : شمس الدين، الشيخ محمد مهدي جلد : 1 صفحه : 113
وقد عبّر الناس عن رغبتهم في الدّعة
وكراهيتهم للقتال ؛ بتثاقلهم عن الخروج لحرب الفرق السورية التي كانت تغير على
الحجاز ، واليمن ، وحدود العراق ، وتثاقلهم عن الاستجابة للإمام عليهالسلام حين دعاهم للخروج
ثانية إلى صفّين.
فلمّا استشهد الإمام علي عليهالسلام وبويع الحسن عليهالسلام بالخلافة برزت هذه
الظاهرة على أشدّها ، وبخاصّة حين دعاهم الحسن عليهالسلام
للتجهّز لحرب الشام ، حيث كانت الاستجابة بطيئة جدّاً.
وبالرغم من أنّ الإمام الحسن عليهالسلام قد استطاع بعد ذلك
أن يجهّز لحرب معاوية جيشاً ضخماً ، إلاّ إنّه كان جيشاً كُتبت عليه الهزيمة قبل
أن يلاقي العدو بسبب التيارات المتعدّدة التي كانت تتجاذبه ، فقد.
«خفّ معه أخلاط من الناس : بعضهم شيعة
له ولأبيه ، وبعضهم محكّمة ـ أي خوارج ـ يؤثرون قتال معاوية بكلّ حيلة ، وبعضهم
أصحاب فتن وطمع في الغنائم ، وبعضهم شكّاك وأصحاب عصبية اتّبعوا رؤساء قبائلهم» [١].
وقد كان رؤساء القبائل هؤلاء قد باعوا
أنفسهم من معاوية الذي كتب إلى كثير منهم يُغريهم بالتخلّي عن الحسن عليهالسلام والالتحاق به ، وأكثر
أصحاب الحسن عليهالسلام
لم يستطيعوا مقاومة هذا الإغراء ، فكاتبوا معاوية واعدين بأن يسلّموه الحسن عليهالسلام حيّاً أو ميّتاً. وحين
خطبهم الإمام الحسن عليهالسلام
ليختبر مدى إخلاصهم وثباتهم ، هتفوا به من كلّ جانب : «البقيّة البقيّة» [٢] ، بينما هاجمته طائفة منهم تريد قتله.
هذا في الوقت الذي أخذ الزعماء يتسلّلون تحت جنح الليل إلى معاوية بعشائرهم.
أعيان الشيعة ٤ ، ـ قسم
أول : ٥٠ ـ ٥١.
نام کتاب : ثورة الحسين ظروفها الإجتماعيّة وآثارها الإنسانيّة نویسنده : شمس الدين، الشيخ محمد مهدي جلد : 1 صفحه : 113