وعلى رأسها الحرّ بن
يزيد التميمي اليربوعي ، وهم على أتمّ الاستعداد الحربي ، متقلّدين سيوفهم ورماحهم
، ولكنّ العطش قد أضرّ بهم ، وكان وقت الظهيرة. فقال الحسين (عليه السّلام) لفتيانه
: «اسقوا القوم وارووهم من الماء ، وارشفوا الخيل ترشيفاً». فقام فتيانه وأرشفوا
الخيل ، وسقوا القوم حتّى أرووهم ، وأقبلوا يملؤون القصاع والأنوار والطساس من
الماء ، ثمّ يدنونها من الفرس حتّى سقوا الخيل كلّها. وكان الحسين (عليه السّلام) يروي
القوم بيده أيضاً [١].
الحرّ والحسين (عليه السّلام)
ثمّ قال الحسين (عليه السّلام) للحرّ بن
يزيد : «ألنا أم علينا؟». فقال الحرّ : بل عليك يا أبا عبد الله. فقال الحسين (عليه
السّلام) : «لا حول ولا قوّة إلاّ بالله العلي العظيم».
٤٤ ـ خطبة الحسين (عليه
السّلام) الأولى على مسامع الجيش الاُموي :
ثمّ حان وقت صلاة الظهر ، فأمر الحسين
(عليه السّلام) الحجّاج بن مسروق الجعفي أن يؤذّن فأذّن ، ثمّ خرج (عليه السّلام)
إليهم في إزار ورداء ونعلين ، فحمد الله