«والله لئن اُقتل خارجاً منها بشبر أحبّ
إليّ من أن اُقتل داخلاً فيها بشبر. وأيم الله ، لو كنت في ثقب هامّة من هذه
الهوام لاستخرجوني حتّى يقضوا فيّ حاجتهم ، ووالله ليعتدنّ عليّ كما اعتدت اليهود
في السبت» [١].
فعجّل (عليه السّلام) بالخروج من مكّة
لهذا السبب قاصداً العراق ، وخصوصاً بعد أن وصلته كتبهم ، فعندما عزم تهيّأ للخروج
، ثمّ قام فخطب قائلاً : «الحمد لله ، وما شاء الله ، ولا قوّة إلاّ بالله ، وصلّى
الله على رسوله ، خُطّ الموت على ولد آدم مخطّ القلادة على جيد الفتاة ، وما
أولهني [٢]
إلى أسلافي اشتياق يعقوب إلى يوسف. وخير لي مصرع أنا لاقيه ، كأنّي بأوصالي
تقطّعها عسلان الفلوات [٣]
بين النواويس وكربلاء ، فيملأنّ منّي أكراشاً جوفاً ، وأجربةً سغباً ، لا محيص عن
يوم خُطّ بالقلم ، رضا الله رضانا أهل البيت ، نصبر على بلائه ويوفينا أجور
الصابرين. لن تشذّ عن رسول الله لحمته